كتاب ( معجزة القرآن ) للشيخ محمد متولى الشعراوى . ويتضمن ما يلي: ١ - الفصل الأول : معجزة القرآن . واجابة تدريبات الكتاب المدرسى . وتدريبات الماس اضافيه. ٢ - الفصل الثانى : وشهدوا للقرآن وهم كافرون . واجابة تدريبات الكتاب المدرسى . وتدريبات اضافيه. ٣ - الفصل الثالث : القرآن والعلم . واجابة تدريبات الكتاب المدرسى . وتدريبات اضافيه ماسية.
الفصل الثانى : وشهدوا للقرآن وهم كافرون .
إن إعجاز القرآن لم يتوقف. ولن يتوقف.. وإذا كان القرآن قد تحدى الكفار فى عصر نزوله بأن أنبأهم بما يدور داخل صدورهم وأنبأهم بمصائرهم.. فإنه يتحدى الكفار حتى فى هذا الزمان.. فى هذا الوقت الذى نعيش فيه بل ويستخدمهم. فى ماذا.. فى إثبات قضية الإيمان.. إن هدف الكفار والمضلين عن سبيل الله هو إنكار هذا الدين .. وإنكار وجود الله .. ولكن القرأن جاء.. وبعد أربعة عشر قرنا ليستخدم الكفار فى إثبات أن دين الله حق.. وأن هذا الكتاب هو كلام الله المنزل على رسوله محمد وهذا هو موضوعنا:
الحقائق الكونية فى القران الكريم .
عندما يقول الله - سبحانه وتعالى - : {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر محتلف ألوانها وغرابيب سود * ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك " (فاطر: 27 - 28 ). فاننا نرى أن الله -سبحانه وتعالى- تكلم عن الجماد. وتكلم عن النبات.. وتكلم عن الحيوان والإنسان.. ثم يقول الله - سبحانه وتعالى - : "إنما يخشى الله من عباده العلماء" (فاطر: 28). العلماء فى ماذا ؟.. فيما يتعلق بخلق الله من الجماد والحيوان والنبات والإنسان .
ولذلك جاء الله - سبحانه وتعالى- بالمتناقضات الموجودة فى النوع الواحد.. لو أنه جنس واحد لما وجد فيه متناقضات.
أولا: النبات:
عند قوله تعالى: " ثمرت مختلفا ألوانها" إليها. لماذا اختلفت ألوانها. وما هى العلاقة بين الألوان والطبيعة.. مثلا حينما يتغذى النبات وجد من الدراسة أنه يتغذى بواسطة خاصية الأنابيب الشعرية.. وهنا نقف قليلا.. هل هذه الأنابيب الشعرية تميز.. هل تستطيع التمييز".. إذا جئنا بحوض.. ووضعنا فيه سائلا مذابا فيه أصناف مختلفة.. ثم جئنا بالأنابيب الشعرية.. هل كل أنبوبة ميزت عنصرا أخذته؟..أم أن كل أنبوبة أخذت من جميع العناصر؟.. وهى مذابة.. لكن النبات ليس هكذا إننى أزرع الحنظل بجانب القصب فيخرج هذا حلوا وهذا مرا.. هذا يأخذ عناصره وهذا يأخذ عناصره من نفس التربة.. هناك اختيار.. ومن هنا ظهر ما سمى بخاصية الانتخاب.. والانتخاب معناه الاختيار بين بديلات.. أى أنك تترك هذا وتأخذ.. ولذلك قال الله سبحانه وتعالى: "يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون" (الرعد: 4). لكن خاصية الأنابيب الشعرية.. تتعامل مع السائل
كله.. بلا تمييز.. ومن هنا نعرف أن الخاصية شيء واختيار النبات للعناصر الغذائية التى يريدها أو يحتاجها شىء آخر.
ثانيا: الجماد:
نأتى بعد ذلك للجماد.. يقول الله سبحانه وتعالى: "ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود". هذا علم الجماد.. وهو علم الآن فيه مجلدات . ثم بعد ذلك الإنسان.
أجناس الوجود كلها. ثم بعد ذلك قال الله سبحانه وتعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماء". العلماء فى ماذا.. بهذه كلها.. إذن كلمة العلماء أطلقت على من يتفكر فى خلق الله.. سواء كان جمادا أو حيوانا أو نباتا.. والذهن النشط يستطيع أن يصل إلى هذه العلوم الأرضية.. بالملاحظة والتجربة.. والدليل على ذلك إذا استعرضت تاريخ أى مخترع من المخترعات فى الكون التى أراحت الناس.
تجد أنها نتيجة لإنسان قد لاحظ بدقة.. ولم تمر عليه المسألة كباقى الناس، والعلم مكانه المعمل والملاحظة والتجربة.
نحن نتجاوز علم الأرض .
ثالثا: الإنسان والبحث في الروح:
ولكننا أحيانا نتجاوز موضوع العلم. موضوع التجربة والمعمل وذلك عندما أقول مثلا الروح قبل المادة. أو المادة قبل الروح.. فهذا بحث فى عنصرى تكوين الإنسان الذى لم نشهد خلقه.. ولا نستطيع أن نجرى عليه أى تجربة .
إن هذا يدخل فى علم الله.. فهو الذى خلق.. وهو الذى يستطيع أن يقول لنا كيف تم الخلق.. ولذلك يقول الله - سبحانه وتعالى - : "ما أشهددتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم " (الكهف: 51). إذن فهذه مسألة لا يمكن أن يصل فيها العلم البشرى إلى نتيجة . لماذا ؟ لأننا لم نحضر التجربة.. ولم نرها بالعين.. ولا نستطيع أن نجريها أو نقوم بها. ولكن بالأذن سمعنا عن الله.. وهذا أمر غيبى عنا.. وما دام الأمر غيبيا عنا.. فان الله الذى خلقنى هو الذى يحدثني.. كيف خلقت ؟.أما أنا فإننى لا أعرف كيف خلقت ؟.. ومن هنا فاننى لا يمكن أن أتحدث علميا عن العنصرين اللذين يتكون منهما الإنسان.. وأيهما جاء أولا وإذا صمم أحد على أن يبحث فى هذا.. يكون قد شغل نفسه بعلم لا ينفعه عن جهل لا يضره.. لأنه لن يستطيع أن يدلل على ما يقول علميا.. وبالتجربة أنا أستطيع أن أمسك المادة وأدخلها المعمل ولكن لا أستطيع أن أمسك الروح وأدخلها إلى المعمل .
العلم التجريبي لا خلاف فيه:
والعلم يجب أن يتم على مادة صماء.. يمكن أن تدخل فى المعمل الأصم.. وتعطى حقائق صماء.. أليست هذه هى الحقيقة ؟ والدليل على ذلك أن المعسكرات المتصارعة لا تختلف فى مذاهب العلم ولكنها تختلف فى مذاهب الهوى والنظريات.. لا توجد هناك كهرباء أمريكية وكهرباء روسية ولا توجد كيمياء إنجليزية.. كل علم الكيمياء فى أى دولة من دول العالم خاضع لما تعطيه التجربة الصماء التى لا هوى لها.. وبهذا تكون النتيجة واحدة.. سواء كان المعمل إنجليزيا أو أمريكيا أو سوفييتيا.. أو أى معمل من معامل الدنيا ولكن الخلاف يحدث عندما تتدخل مذاهب الهوى والنظريات.. فاذا جئنا إلى مذاهب الهوى.. هوى النفس.. نجد أنها متناقضة.. ليست مختلفة.. ولكنها متناقضة.. هذا على النقيض من ذلك.. رأسمالية وشيوعية.. إيمان.. وإلحاد.. وإنكار للديانات لماذا؟. لأن هوى النفس دخل هنا فأفسد القضية العلمية وأضاع حقائقها .
فاذا أخذنا خلق الإنسان مثلا.. فاننا نأخذ هذا الخلق عن الله - سبحانه وتعالى- الذى خلق. ماذا قال الله- سبحانه وتعالى- قال عز وجل خلقتك من تراب، جاء ذلك فى سورة آل عمران الآية ٥٩ والكهف الاية ٣٧، والحج الآية ٥، والروم الآية ٢٠، وفى سورة فاطر الآية ١١، وغافر الآية ٦٧، قال الله - سبحانه وتعالى - خلقتك من طين، جاء ذلك فى سورة الأنعام آية ٢، والأعراف آية ١٢، والمؤمنون آية ١٢، والسجدة آية ٧، والصافات آية ١١، وفى سورة «ص» الآيتان ٧١ و ٧٦.
وقال أيضا.. من صلصال من حمأ مسنون فى سورة الحجر فى الآيات: ٢٦، ٢٨، ٣٣ .
وقال - سبحانه وتعالى - من صلصال كالفخار فى سورة الرحمن : "خلق الإنسان من صلصل كالفخـار " (الرحمن: 14).
هذه ليست تناقضات فى خلق، أو تناقضات فى مادة الخلق نفسها وهى التراب، بل إن الله - سبحانه وتعالى - يبين لنا أطوار هذه المادة من التراب إلى الطين إلى الحمأ إلى الصلصال، إنها المراحل التى مر بها خلق الجسد البشرى من تراب إلى ما قبل نفخ الروح فيها، وسوف نعود إلى ذلك عند حديثنا عن العلاقة بين جسد الإنسان والقشرة الأرضية الخصبة.
من وجوه الإعجاز
1- الكفار يشهدون بصحة القرآن:
ونعود إلى الآية الكريمة: "ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا" (الكهف: 51). ما معنى كلمة مضل ؟ كلمة مضل تعنى أن هناك قضية حق.. وأن هناك إنسانا يريد أن يضللنى ويعطينى عكس القضية.. غير الحقيقة وهو الضلال هذا هو معنى مضل.. إذن قول الله "وما كنت متخذ المضلين عضدا" أى أننى فى ساعة الخلق لم أطلب العون أو المساعدة أو المشورة.. أو النصيحة.. من هؤلاء المضلين... وإلا لو كان حدث ذلك.. ثم جاءوكم يخبرونكم كيف تم خلق السماوات والأرض ؟ وكيف خلقتم أنتم ؟ لكان لكم العذر فى تصديقهم.. ولكن ماداموا لم يشهدوا الخلق.. ولم أطلب معونتهم.. فإن ما سيقولونه لكم غير واقع.. غير صحيح. إنه إضلال.. وهذه معجزة من معجزات القرآن.. فقد قال لنا الله.. إنه سيكون هناك مضلون .. وأن هؤلاء المضلين سيحاولون أن يقولوا لكم غير الحق فى قضية خلق السماوات والأرض.. وفى قضية خلق الإنسان.. فلا تصدقوهم لأننى لم أستعن بهم ساعة الخلق.. ولم يكونوا موجودين.. إذن لو لم يحدث أن جاء أناس يضلون عن سبيل الله لقلنا إن القرآن غير صحيح. لأنه أين المضلون ؟ ولو وجد المضلون وتناولوا قضية أخرى غير خلق السماوات والأرض وخلق الإنسان.. لقلنا إن القرآن غير صحيح.. لأنه يوجد من يضل عن سبيل الله.. ولكنه لا يتناول فيما يقول قضية خلق السماوات والأرض.. ولا قضية خلق الإنسان ولكن كون المضلين جاءوا وكونهم تحدثوا عن قضية خلق السماوات والأرض وخلق أنفسهم.. وهل المادة قبل الروح ؟ أم الروح قبل المادة ؟
كون هؤلاء جاءوا.. وكونهم تناولوا قضية خلق السماوات والأرض وخلق الإنسان.. فهذا إثبات لما جاء فى القرآن عنهم.. وكأن هؤلاء المضلين الذين جاءوا ليصدوا عن سبيل الله إنما قدموا خدمة كبيرة للدعوة الإسلامية.. وللقرآن.. بأنهم أثبتوا بكفرهم صحة القرآن.. وصحة أياته.. أترى إعجازا أكثر من ذلك؟ يستخدم الله الكفار الذين يضلون عن سبيله.. ويحاولون تكذيب القرآن.
يستخدمهم الله - سبحانه وتعالى - ليقوموا وهم لا يدرون بإثبات صحة الدين الذى يحاولون أن يهدموه.. وبإثبات وجود الله - سبحانه وتعالى - وهم يريدون أن ينكروه.. فيقول فى قرآن نزل منذ أربعة عشر قرنا.. إن هناك من سيأتى ليضل عن سبيل الله.. ويتخذ من قضية خلق السماوات والأرض والإنسان مادة لهذا الإضلال.. وكل ما سيقولونه هو غير الواقع.. وأنا أنفى من الآن ما سيقولونه بعد مئات. أو ألوف السنين.. وأقول لكم إنه غير صحيح.
إذن فمجيئهم وأقاويلهم الكاذبة خير دليل على صدق القران المنزل على الرسول الأمين فى بلاغه عن الله.
العلاقة بين جسد الإنسان والقشرة الأرضية:
إذن فخالق الإنسان هو الله.. وخالق السماوات والأرض هو الله وهذا أمر غيبى نأخذه عمن خلق.. إلا أن الحق - سبحانه وتعالى- حين يعرض قضية غيبية.. فإنه ينير طريق العقل دائما بقضية نحسها ونشهدها.. تقرب القضية الغيبية التى يتحدث عنها فالله خلقنى من تراب.. من طين. من حمأ مسنون. من صلصال كالفخار.. ثم نفخ فيه من روحه.
إذا أخذنا التراب . ثم نضيف إليه الماء فيصبح طينا . ثم يترك لتتفاعل عناصره فأصبح حمأ مسنونا كالذى يستخدمه البشر فى صناعتهم.. ثم يجف فيصبح صلصالا.. هذه أطوار خلق الجنس البشرى.. والبشر تم خلقهم من الطين.. من الأرض .
فاذا جئنا للواقع.. فلنسأل أنفسنا: الإنسان مقومات حياته من أين ؟ من الارض.. من الطين.. هذه القشرة الأرضية الخصبة هى التى تعطى كل مقومات الحياة التى أعيشها. إذن فالذى ينمى المادة التى خلقت منها هو من نفس نوع هذه المادة.. وهى الطين .
ولقد حلل العلماء جسد الإنسان فوجدوه مكونا من ستة عشر عنصرا.. أولها الأوكسجين. وأخرها المنجنيز.. والقشرة الأرضية الخصبة مكونة من نفس العناصر.. إذن عناصر الطين المخصب هى نفس عناصر الجسم البشرى الذى خلق منه..هذا أول إعجاز.. وهذه تجربة معملية لم يكن هدفها إثبات صحة القرآن أو عدم صحته ولكنها كانت بحثا من أجل العلم الأرضى .
2- الموت دليل على الحياة لأن الموت نقض لها:
ولقد جعل الله - سبحانه وتعالى - من الموت دليلا على قضية الخلق. .فالموت نقض للحياة.. أى أن الحياة موجودة.. وأنا أنقضها بالموت.. ونقض كل شىء يأتى على عكس بنائه.. فإذا أردنا أن نبنى عمارة نبدأ بالدور الأول.. إذا أردنا أن نهدمها نبدأ بالدور الأخير.. إذا وصلت إلى مكان وأردت أن أعود.. أبدأ من آخر نقطة وصلت إليها.. إنها تمثل أول خطوة فى العودة . ونحن لم نعلم عن خلق الحياة شيئا. لأننا لم نكن موجودين ساعة الخلق.. ولكننا نشهد الموت كل يوم.. والموت نقض الحياة.. إذن هو يحدث على عكسها.. أول شىء يحدث فى الإنسان عند الموت. أن الروح تخرج.. وهى آخر ما دخل فيه.. أول شىء خروج الروح.. إذن آخر شىء دخل فى الجسم هو الروح .ثم تبدأ مراحل عكس عملية الخلق .
يتصلب الجسد هذا هو الصلصال ثم يتعفن فيصبح رمة .. هذا هو الحمأ المسنون.. ثم يتبخر الماء من الجسد ويصبح الطين ترابا . ويعود إلى الأرض.. إذن مراحل الإفناء التى أراها وأشهدها كل يوم هى عكس مراحل الخلق.. فهناك الصدق فى مادة الخلق.. والصدق فى كيفية الخلق.. كما هو واضح أمامى من قضية نقض الحياة وهى الموت .
الحياة نفخ من روح الله.
شىء أخر.. يقول الله - سبحانه وتعالى - : "ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين" (الحجر: 29). معنى ذلك أن الحياة فى الإنسان بدأت بالنفخ فيه من روح الله وبماذا ستنتهى الحياة ؟ تنتهى بخروج الروح فلا نفس فيه.. فأنت إذا شككت فى أن أى إنسان قد فارق الحياة يكفى أن يقال لك إنه لا يتنفس.. لتتأكد يقينا أنه مات.. إذن دخول الحياة إلى الجسد هو دخول هذا النفس مصداقا لقوله تعالى: "ونفخت فيه من روحي" وخروجها هو خروج هذا النفس فالمسالة يقينا كما قال الله .
3- معجزة القرآن في إخباره بعلم الأجنة.
وإذا كنا نريد إعجازا أكثر.. فلننظر ماذا قال القرآن فى علم الأجنة.. علم تكوين الجنين فى بطن أمه..هل تناول أحد هذه المسألة قبل القرآن أو عصر القرآن.. أو بعده بفترة ؟! أبدا . أول من تحدث عنها هو القرآن وأعطانى ما هو غائب عنى.. لأن خلقى هو غيب عنى فكون الله -سبحانه وتعالى- يأتى فى قرانه ويعطينى مراحل تكوين الجنين. . فهذه آية من آيات عظمته وقدرته وعلمه. يقول الله فى أطوار الجنين : "ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقناالنطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما" (المؤمنون: 13 - 14). فالآية الكريمة تتحدث عن تكوين الجنين، فهو نطفة، أى : منى الرجل الذى يصب فى رحم المرأة، ثم علقة أى: دم جامد، مضغة.. أى: قطعة من اللحم، ثم عظم صغير، ثم يكسى العظم باللحم الذى يغطيه. ليصير بعد ذلك بشرا سويا .
وعلم الأجنة ما عرفه الناس إلا حديثا.. والقرآن كما قلت كلام متعبد بتلاوته.. لا تبديل فيه ولا تغيير.. أى أن القضية التى يذكرها ستبقى كما هى إلى أخر الدنيا.. فعندما يأتى القرآن ويخبر بهذا فكأنه يتحدى العلم والعلماء.. إلى يوم القيامة.. يقول لهم هذا هو تكوين الجنين فى بطن أمه.. وأنا أذكره لكم وأذكر مراحله بالتفصيل لم يشهده أحد من البشر حتى ساعة نزول هذا القرآن.. ولا حتى بعد نزوله بمئات السنين.. ولكن أسجله لتعلموا عندما أعطيكم العلم ما تستطيعون به معرفة أطوار الجنين.. لتعلموا أن القائل هو الخالق.. لأنه لا يمكن لأحد أن يقول هذا الكلام وأن يتحدى بصحته على مر العصور.. وأن يخترق الحجب ليروى شيئا لم تكن البشرية تعرفه أو تعلم به..إلا أن يكون ذلك هو الله .. وإلا فكيف يأمن أى إنسان ؟.أى بشر مهما بلغ من العلم.. كيف يأمن أنه بعد عشرات السنين..أومئات السنين لن يأتى ما يناقض هذا الحديث ؟.
وما يثبت عدم صحته .
فإذا لم يكن الحديث هنا عن الله.. وإذا لم يكن عن يقين كامل فكأن القرآن قد أعطى معه وسيلة هدمه.. كان يكفى أن يقول إنسان إن القرآن يقول هذا عن أطوار الجنين.. وقد أثبت التقدم العلمى أنه غير صحيح.. كان يكفى أن يقال هذا ليهدم قضية الدين من أساسه.. ويكون القرآن قد أعطى للكفار أقوى سلاح يهدمونه به . فالذى كشف علم الأجنة متأكد تماما أن ما يقوله هو الحق.. وأن تطور العلم مهما جاء فإنه لن يأتى ليناقض هذا الكلام.. ولقد أثبتت أحدث البحوث عن الجنين..صحة ما ذكره القرآن منذ أربعة عشر قرنا.. ولم تختلف عنه. . فى أى تفصيل من التفصيلات.. رغم أن هذا كان أمرا غيبيا.. وأمرا لم يتحدث عنه أى إنسان قبل أن يأتى القرآن .. ومع ذلك فقد ذكره القرآن بالتفصيل.. وحدد أطواره وجاء العلم بعد ذلك ليثبت هذه الحقيقة.. إذن فلابد أن قائل القرآن هو الله : لأن الذى يعلم يقينا هو الله وحده .
4- آيات الله في الأرض
مراكز الإحساس بالجلد:
نأتى بعد هذا إلى نقاط سأمر عليها بسرعة .. لأن أيات الله كثيرة جدا فى الأرض. وكلها تنطق بإعجاز القرآن .. يقول الله -سبحانه وتعالى-: "كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب" (النساء: 56). هذه الآية عن الكفار يوم القيامة والهدف منها هو التأكد على أن يقول الله إن العذاب سيستمر فى الآخرة {إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون * لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون} (الزخرف: 74 - 75 ).
وكانوا يقولون إن مراكز الإحساس موجودة فى المخ ..وإن الجلد ليس فيه مراكز إحساس.. كان هذا هو الحديث حتى فترة وجيزة.. أما أيام نزول القرآن فلم يكن أحد يعرف شيئا عن ذلك على الإطلاق .. فيأتى الله -سبحانه وتعالى- ويقول: "كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب " (النساء: 56). فكأن العذاب له صلة بالجلد.. والإحساس بالعذاب يأتى من الجلد ثم يكتشف العلم أخيرا أن مراكز الإحساس بالألم موجودة فعلا فى الجلد..وهى التى تحس بالعذاب. (يؤكد العلم الحديث أن كل سنتيمتر فى الجلد يستقبل ٨٠٠ مؤثر، والأذن والعين كل منهما يستقبل ١٨ مؤثرا ولو زاد العدد فقد الإحساس ).
5- الذرة:
ونأتى إلى القرآن فنجده ربما كان أول كتاب فى العالم كله أخبر : أنه يوجد شىء أصغر من الذرة.. فيقول -سبحانه وتعالى-: "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" (الزلزلة: 7 - 8) . لأن الذرة هى أدق ميزان فى العالم. ثم يأتى فى آية أخرى ويقول عن الذرة : "ولا أصغـر من ذلك ولا أكبر إلا فن كتاب مبين" (يونس: 61). إذن فهناك شىء أصغر من الذرة. وهذا الشى، مقيد فى كتاب الله ومكتوب . ويأتى العلم الحديث ويكتشف جزيئات الذرة ليؤكد صحة ما جاء فى القرآن الكريم .
6- وسائل المواصلات الحديثة:
يأتى الله -سبحانه وتعالى- ليرينا كيف يعالج قضية أخرى . يعالجها بما يناسب عقول الذين عاصروا نزول القرآن إلى الأرض وتفكير كل الأجيال القادمة.. يأتى فيقول: "والخيل والبغال والحمير لتركبوهاوزينة " (النحل: 8) .
أى أنه وهو يتحدث عن نعمة، قد حدد للانسان ما خلقه له ليساعده على التنقل فى الأرض .
ولكن هل هذا هو نهاية المطاف ؟ لو أننى أفكر بتفكير ذلك العصر.. العصر الذى نزل فيه القرآن لقلت إنها نهاية المطاف.. ولكن الله يعلم أن الإنسان سيركب السيارة، والصاروخ والطائرة.. وأن كل جيل سيختلف عن الجيل الآخر بوسائل التنقل. فكيف يسجل ذلك دون أن يقول ما هو فوق عقول الناس فى ذلك الوقت..ما قد يذهب الإيمان فى نفوسهم.. يقول الله -سبحانه وتعالى-: "والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعـلمون " (النحل: 8) .
أترى بلاغة القرآن.. قد سجل علم الله وفى نفس الوقت احتفظ به غيبا على الذين عاصروا نزول القرآن "ويخلق ما لا تعـلمون " . هنا معناها أن ما ذكرته ليس نهاية المطاف.. ولذلك فأنا أقول لكم من الآن إن هذه هى وسائل تنقلكم ولكنى سأخلق فى الأجيال القادمة ما لا تعلمون أنتم.. وسأخلق للأجيال التى بعدها ما لا تعلمه الأجيال القادمة.. وهكذا إلى نهاية الدنيا . ومن هنا فقد سجل القرآن التطور الذى سيحدث.. وفى نفس الوقت احتفظ بعبارته فى مستوى العصر الذى نزل فيه .
دعوة القرآن إلى إمعان النظر في الكون:
والله -سبحانه وتعالى- يقول: "وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معـرضون" (يوسف: 105 ) .
أى أن هناك أشياء عجيبة خلقها الله فى السماوات والأرض تتطلب من الإنسان أن يمعن (يدقق) النظر فيها.. ولكنه لا يمعن النظر رغم أن الله -سبحانه وتعالى- طلب منا أن نمعن النظر فى آياته .
وأن نستخدم نشاطات الذهن فى اكتشاف نشاطات الكون .
مناقشة الفصل الثانى : وشهدوا للقرآن وهم كافرون.
1. "إنما يخشى الله من عباده العلماء". اشرح الآية وبين ما يقصده المفسر من كلمة «العلماء» .
ج1. الاية السابقة توضح ان العماء الذين يبحثون و يتاملون في الكون يعرفون قدرة الله يخافونه و يعظمونه. ويقصد المفسر من كلمة العلماءالذين يتفكرون في خلق الله تعالي بالملاحظة والتجربة.
2. "عندما نبحث عن الروح والمادة نتجاوز علم الأرض ، لأنها مسألة لا يمكن أن يصل فيها العلم البشرى إلى نتيجة".
أ) ما الفرق بين الروح والمادة ؟وما العلاقة بينهما ؟
ب) لماذا نتجاوز علم الأرض بالبحث فى هذه القضية ؟
ج) ما المرجع الحقيقى فى قضية الروح والمادة ؟
ج2. أ)المادة هي الجسم , والروح هي التي تبعث فيه الحياه,وتسري فيه كما يسري تيار كهربائي في مصباح.
ب)نتجاوز علم الارض في هذه القضية؛ لانها مسالة لا يصل فيها العلم البشري الي نتيجه . فهي امر غيبي عنا ومن يبحث فيها يشغل نفسه بما لا ينفعه . فاذا استطاع ان يمسك بالمادة ويدخلها المعمل فلن يستطيع ان يمسك بالروح ويدخلها المعمل.
ج)المرجع الحقيقي في قضية الروح والمادةهو ما يدور في القران الكريم من قوله تعالي : "و يسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا".
3. ضع علامة (صح) أمام العبارة الصحيحة :
أ) العلم الإنسانى علم محدود .
ب) ليس للإنسان حرية البحث فى العلوم الغيبية .
ج) الموت نقيض الحياة ولكنه ليس دليلا على الحياة .
د) القرآن تحدث عن التطور العلمى فى المواصلات بدون تحديد .
ج3. أ) صح. ب) خطأ. ج) خطأ. د) صح.
4. قال الله -سبحانه وتعالى-: "
أ) "كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ".
ب) "ولا أصغـر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين".
ج) "فلا أقسم برب المشارق والمغارب".
اذكر مواطن الإعجاز القرآنى فى الآيات السابقة ؟
ج4. أ) موطن الاعجاز القراني في قوله تعالي : "كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب". انه اثبت ان مراكز الاحساس بالجلد وهذا ما اكتشفه العلم الحديث , بعد ان كانوا يعتقدون ان مركز الاحساس بالمخ.
ب)موطن الاعجاز القراني في قوله تعالي: "ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين". ان العلم الحديث اثبت ان هناك ما هو اصغر من الذرة.
ج) أن كل بلد له مشرق ومغرب.. فالشمس عندى تشرق من ناحية الجبل.. وبعد دقائق تشرق فى بلدة أخرى.. وبعد دقائق فى بلدة ثالثة.. وبعد دقائق فى بلدة رابعة.. وهى تغرب من هناك وبعد دقائق تغرب من بلدى.. وبعد دقائق تغرب من بلدة مجاورة.. أى أن لها مشارق ومغارب.
5. كيف تثبت أن الإنسان خلق من تراب؟
ج5. اذا تأملنا ما يحدث فى الإنسان عند الموت. نجد أن الروح تخرج.. وهى آخر ما دخل فيه. ثم يتصلب الجسد هذا هو الصلصال ثم يتعفن فيصبح رمة. هذا هو الحمأ المسنون. ثم يتبخر الماء من الجسد ويصبح الطين ترابا . إذن مراحل الإفناء التى نراها ونشهدها كل يوم هى عكس مراحل الخلق. وهذا دليل الصدق فى مادة الخلق.
6. يقول الله -سبحانه وتعالى- : "ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا".
أ) من الذين تتحدث عنهم الآية الكريمة ؟
ب) وجود الكافرين المضلين دليل على صدق القرآن.. ناقش هذه
العبارة.
ج) ما واجب المؤمن نحو الغيبيات؟
ج6. أ) إبليس وذريته من المشركين المضللين.
ب) فقد قال لنا الله.. إنه سيكون هناك مضلون .. وأن هؤلاء المضلين سيحاولون أن يقولوا لكم غير الحق فى قضية خلق السماوات والأرض.. وفى قضية خلق الإنسان.. فلا تصدقوهم لأننى لم أستعن بهم ساعة الخلق.
ج) يصدقها ويؤمن بها؛ لأنها جاءت عن الله.
7. جاء فى القرآن الكريم أن الإنسان مخلوق من تراب، وجاء أيضا أنه مخلوق من طين، ومن حمأ مسنون ومن صلصال كالفخار . فهل ترى تناقضا بين هذه الأشياء ؟ وضح ذلك .
ج7. جاء فى القرآن الكريم أن الإنسان مخلوق من تراب، وجاء أيضا أنه مخلوق من طين، ومن حمأ مسنون ومن صلصال كالفخار. وانا لا ارى تناقضا بين هذه الأشياء لاننا نشاهد الميت جسدا بلا روح ثم يتصلب , ثم يتعفن ثم يتبخر الماء. وهذا يدل علي ان بداية خلق الانسان من تراب اختلط بالماء فصار طينا ثم حما مسنونا ثم صلصالا.
**********
تدريبات الماس لتطوير الذات والتعلم الذاتي على الفصل الثانى : وشهدوا للقرآن وهم كافرون.
1. ما الإعجاز فى قوله تعالى: "ثمرات مختلفا ألوانها" ؟
ج1. أن النبات يسقى بماء واحد. وليس له حاصية الاختيار. إلا انه يختلف في الطعم.
2. القرآن الكريم استخدم الكفار؛ ليقوموا بإثباتا صحة الدين الذى يحاولون أن يهدموه . وضح ذلك.
ج2. يبين القرآن أن هناك من سيأتي ليضل عن سبيل الله . ويتخذ من قضبة الخلق مادة لهذا الضلال. وكل ما سيقولونه غير الواقع.
3. ما مراحل خلق الإنسان؟
ج3. مراحل خلق الإنسان من تراب ثم طين ثم حمأ مسنون ثم صلصال.
4. ماذا وجد العلماء عند تحليلهم لجسم الإنسان ؟
5. كيف كان الموت دليلا على مراحل خلق الحياة؟
6. كيف كانت منجزة القزآن الكريم فى إخباره بعلم الأجنة ؟
ج6. وذلك فى ذكر مراحل خلق الإنسان التي وردت المؤمنون والتي أثبتت الأشعة والعلم الحديث صحتها.
7. ما وجه الإعجاز فى قوله تعالى: "كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب " ؟
8. ما وجه الإعجاز ففي قوله تعالى : "ولا أصغـر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين"؟
9. ما وجه الإعجاز فى قوله تعالى: "والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعـلمون" ؟
10. خلق الله تعالى أشياء فى الأرض والسماء ، فماذا طلب الله - تعالى - منا نحو هذه الأشياء؟