قصة عنترة بن شداد 8- علاقة قلقة

الاستماع للمقالة:

     السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبابي أبنائي طلاب وطالبات الصف الأول الثانوي. يسعدني في هذه الصفحة من صفحات موقعنا الماس لتطوير الذات والتعلم الذاتي mr-mas.com أن أقدم لكم قصة عنترة بن شداد 8- علاقة قلقة . ضمن منهج اللغة العربية.

    قصة عنترة بن شداد - الفصل الثامن.jpg

    والجميل والجديد في هذا الموضوع بفضل الله هو عرض نص الفصل الثامن علاقة قلقة مكتوبا مع معاني الكلمات الصعبة بشكل شيق وجذاب. بحيث يتم الضغط على الكلمة للتوصل للمعنى أو المضاد أو المفرد أو الجمع وذلك للكلمة الملونة باللون الأحمر . وكذلك تحويل الفصل إلى سؤال وإجابة للتمكن من تحليل كل النقاط المهمة في الفصل الثامن علاقة قلقة بين عنترة وعبلة من قصه أبو الفوارس عنترة بن شداد .

    نبدأ أولا بفيديو لملخص الفصل الثامن بالرسوم المتحركة (الكارتون cartoon) . اضغط هنا على هذا الرابط لبدء تشغيل فيديو الفصل الثامن من قصة أبو الفوارس عنترة بن شداد. ضمن منهج أولى ثانوي ترم اول.

    ****

    الملك زهير يعترض جيش طيئ:

    بلغت (وصلت) أنباء الغزوة زهير بن جذيمة ملك عبس وهو فى طريقه إلى بلاد طيئ، وسمع أن الطائيين قد خادعوه (أظهروا له خلاف ما يخفونه، المضاد صارحوه)، وأطبقوا (اجتمعوا متوافقين، المراد هجموا، وانقضوا) على الحلة (جماعة البيوت) فى غيبته، فحطموها وقتلوا من فيها، وأسروا أطفالها ونساءها وساقوا سرحها (إبلها، وغنمها)، حتى لم تبق فيها بقية إلا حطام البيوت، بعد أن دكت (هدمت) وقطعت حبالها، وكان لهذا النبأ وقع الصاعقة (العذاب المهلك) على زهير وجيشه، فقد خرجوا يطلبون تحطيم طيئ والانتصار عليها بعد أن أعدوا (تهيأوا، وجهزوا) لتلك الغزوة عدتها، فإذا هم يسمعون أن ذلك العدو هو الذى تسلل (خرج فى خفية) إلى ديارهم فاستطاع أن يحرز (يحوز، المراد يحقق) فيها انتصارا يبقى ذكره أبد (مدى) الدهر، ويلحق بعبس عارا (عيبا) لا يمحى (يذهب أثره، ويزال، المضاد يثبت)، فأسرع عائدا يعترض الطريق لعله يلقى فيها جيش طيئ فينتصف (يستوفى حقه كاملا، وينتقم) منه، أو يلحق بمن هلك من قومه حتى لا تلصق به معرة (أذى، ومكروه، المراد عار، وذل، المضاد مفخرة) الأبد.

    مفاجأة قوم زهير له :

    ولكنه لم يلق ف الطريق جيشا من طيئ، حتى عجب وحسب أنهم قد خادعوه تلك المرة أيضا، فاتبعوا طريقا أخرى حتى لا يلاقوه. ولكنه عندما بلغ أرض الشرية والعلم السعدى وجد الحلة فى عيد صاخب (عال اختلطت فيه الأصوات)، ورأى قومه يستقبلونه بالتهنئة والبشرى.

    شداد يعترف بأبوته لعنترة:

    وكان شداد فى صدرهم (مقدمتهم، المراد عجزهم) وإلى يمينه ابنه عنترة، فقال شداد لزهير عندما حياه: لئن كانت لنا بقية فالفضل فيها لعنترة بن شداد. فكان هذا اعترافا صريحا ببنوة عنترة، سمعته عبس من شداد لأول مرة.

    مظاهر تكريم العبسيين لعنترة :

    وكانت ضجة (جلبة، وصياح، المضاد هدوء) الهتاف عند ذلك من شباب القبيلة تنم (تظهر، وتكشف، المضاد تخفى) عما يضمرون (يخفون، المضاد يظهرون) لعنترة من الإعجاب، ولم يسع السادة إلا أن يمدوا أيديهم إلى عنترة يصافحونه. ويعترفون (يقرون، المضاد ينكرون) بما له على قومه من فضل سوف يبقى ذكره أبد الآباد.
    ومضت أيام كانت فيها الأعياد متصلة، وكان عنترة فيها واسطة العقد (جوهرة ثمينة تتوسط العقد، المراد محل اهتمام) في الأسمار (الأحاديث الليلية) والولائم (الأطعمة المصنوعة لعرس أو غيره). فلم يدع (يترك، المضاد يتمسك) العبسيون وسيلة يعبرون بها عن شكرهم لعنترة إلا توسلوا بها (اتخذوها وسيلة). وإذا أنشدت الأشعار في حلقات الندى (مجلس القوم ومجتمعهم، المراد النادى) كان شعر عنترة على كل لسان، وإذا أقبلت الفتيات إلى حلقات الرقص كان غناؤهن باسم عنترة، وما كان أحب إليه أن يسمع اسمه الجديد عنترة بن شداد من أفواههن (أفمامهن، المراد السنتهن) إذا هن هتفن باسمه .

    عنترة أولى الناس بعبلة:

    ولم يستطع مالك ولا ابنه عمرو أن يتعرضا له إذا تحدث إلى عبلة. ولم يستطع عمارة بن زياد أن يظهر غضبا إذا هو رآها تجلس إلى جانب ابن عمها البطل أو تسايره (تسير معه وتجاريه) وتناجيه، بل لقد تحدثت المجالس فى همس قائلة : "أما آن (حان) لعمارة أن يدع الفتاة لمن أحبها، وهتف فى شعره باسمها وهو أولى الناس بها، وقالوا: "إن عبلة كانت لولاه تصبح أمة سبية (أسيرة) في أرض طيئ، وهيهات (اسم فعل ماض بمعنى بعد) لعمارة أو غير عمارة أن يستطيع ردها.

    عنترة يصحب عبلة إلى بيتها:

    وسار عنترة في ليلة من تلك الليالى مع عبلة يشيعها (يودعها، ويبلغها منزلها، المضاد يستقبلها) إلى بيتها، وجرى الحديث بينهما متنقلا كفراش الربيع، فكان عنترة أحيانا يصف لها بعض مغازيه (غزواته) وأحيانا يصف لها أخاه شيبوبا فى خبثه ونوادر (طرف من القول) حيله، فتضحك عبلة وترمى شيبوبا فكاهة من فكاهاتها، وكان أحيانا يحدثها عن وحدته وهمومه، وما كان يراه في الصحراء فى الليالى المظلمة عندما باعد قومه من أجلها، ثم أنشدها من شعره وحدثها بنجوى (إسرار الحديث) قلبه، حتى خطرت له خاطرة من ذكر حديث عمارة وخطبته إياها، فسألها فجأة: أحقا ما يقولون يا عبلة ؟
    فقالت عبلة باسمة : وماذا يقولون يا بن العم ؟ فوقعت كلمتها على نفسه وقع أنغام المزاهر (إحدى الآلات الموسيقية «العود») وقال لها مداعبا (ممازحا): إنك تسأليننى كأنك لا تعرفين ما أقصد يا بنة العم، لقد عهدتك (عرفتك، المضاد جهلتك) تدركين (تفهمين، وتعلمين) ما وراء اللفظ قبل أن أنطق به.

    عنترة يزعم مراوغة عبلة له:

    فمالت برأسها ناظرة إليه بعينيها الباسمتين وقالت : "أحقا ذلك يا عنترة ؟ فقال عنترة : ألا تذكرين إذ كنت تسأليننى عن أمر فأقول : لا، فتضحكين منى فإذا سألتك عن ضحكك قلت : إننى ما قصدت أن أقول لا ؟ إنك تحسين بالإلهام (ما يقع فى القلب ويطمئن له الصدر، المراد الوحى) ما لم يقع بعد في سمعك، فما الذى جعلك تسألين عما يقولون كأنك لا تعرفينه ؟
    فقالت عبلة : أما كنت أنت الذى لا تدرك إلا ما وراء اللفظ ؟ إنك لتسمع من حديثى ما لم أقل لك، وإنك لتزعم (تظن، وتعتقد، المضاد تتيقن) أنك تعرف من معانى قولى ما لم أقصد من قولى، ألا تذكر إذ سألتنى بالأمس عن عمارة ؟ فلما أجبتك لم يعجيك جوابى، وأبيت (رفضت، المضاد قبلت) إلا أن تزعم أننى أراوغك (أخادعك، المضاد أصارحك)، ألا إنك أنت الذى تراوغنى وتكابرنى (تعاندنى، وتغالبنى عليه، وتجاحدنى).

    تضجر عبلة من حديث الناس عنها:

    فقال عنترة: لقد فهمت قصدى بإلهامك منذ ذكرت عمارة، إنه هو الذى يتحدث الناس عنه وعنك. فقالت عبلة : أف (اسم فعل مضارع بمعلى أتضجر) لك ولعمارة ! إن الناس لا يزالون يتحدثون فى شأنه وشأني، وليت شعري (ليتنى أعلم)، أى أحاديث الناس تقصد ؟ فليس لهم من هم فى ليل ولا نهار إلا أن يتحدثوا، إنهم يتحدثون إذا أكلوا، ويتحدثون إذا شربوا، وهم أكثر حديثا حين تحمى سورة (جدة، وشدة) الخمر فى رءوسهم. وهم يتحدثون إذا صحوا وإذا ناموا، فأى هذه الأحاديث تقصد يا عنترة ؟ فقال عنترة: لست أبالى (أهتم) ما يقولون فى ليلهم أو فى نهارهم إذا كان حديثهم لا يعنيك أنت. فقالت عبلة: وماذا يهمك من هذه الأحاديث، وقد طالما سمعتك تزعم أنك لا تبالى بثرثرتهم (كثرة كلامهم) ؟
    فقال عنترة فى نغمة عتاب: لا تعبثى بى يا عبلة، فإنى أحب أن أسمع منك كلمة. فقالت عبلة : أية كلمة تحب أن تسمع منى ؟ قلها لى حتى أرددها كما شئت. فقال عنترة متألما: أنا بين يديك أضعف من فرخ اليمام (صغارها)، وأخف من ريشة فى الهواء، ذرينى (اتركينى، ودعينى) يا عبلة أعرف ما فى قلبك.

    الشيطان يعجز عن كشف خبايا عبلة لعنترة:

    فقالت عبلة فى دلالي : وأين ادعاؤك أن لك شيطانا يلهمك ؟ فقال عنترة فى حماسة : إن هذا الشيطان لم يستطع يوما أن يسبر غور قلبك (يكشف ما بداخل قليك)، إنه لا يسبر إلا غورى، ولا يكشف إلا عن قلبى. أما أنت فإنى أجلس معك وأسير إلى جانبك، وأعرج (أرتقى، وأصعد،المضاد، أنزل، وأهبط) إلى السماء إلى حيث أحيا فى عوالم سحرية من السعادة تلهينى (تشغلنى) عن كل هذه الأرض، ثم أنصرف عنك وقلبى فى حيرة بين الأمل الذى يلوح (يظهر، المضاد يختفى) لى والقلق الذى يساورنى (يصارعنى، ويشغلنى) وأنظر حينا إلى الأرض فأراها جنات فيحاء (واسعة،المذكر أفيح)، تحيط بها الأنهار وتنفجر فيها العيون، ويبتسم فيها الزهر ويغنى الطير، ثم لا ألبث أن أحس الشجون تثور بى فلا أرى حولى إلا صحراء بلقعا (خالية من كل شيء، المراد جرداء)، ولا أعرف أأنا أطأ (أدوس) الأرض بقدمى أم فوق لجة (مكان كثير المياه) تضطرب بى ؟ ومع ذلك فإن شيطانى فى شغل عنك بى.
    فقالت عبلة فى مرح : هذا هو شعرك دائما يا عنترة، أعد علي قولك، وأطل فى الحديث فإنه ينزل على سمعى كما يقع الندى على أوراق الشجر.

    عبلة لا يصل إليها من عنترة إلا كلامه وشعره:

    فقال عنترة فى ألم: أليس يصل إلى قلبك غير حديثى ؟ ألم يعجبك منى غير شعرى ؟ إنى أحدثك وأصف لك حروبى، وأطرب كلما سمعتك تستزيدين من وصفى، وأصف لك همومى فتهون على إذا سمعتك تعطفين بالرحمة على همومى، ولكنى إذا حدثتك بحديث قلبى لم أسمع منك إلا الإعجاب بقولى، إن كل ما يعجبك منى إنما هو حديثى وهو شعرى، وما أنا عندك إلا حديث وشعر.
    فقالت عبلة فى شيء من الضيق : وماذا يرضيك أن أقول يا عنترة ؟ فأواب عنترة فى صوت متهدج : أنا أقنع منك بأيسر ما يقنع به العبد يا عبلة، لقد ضقت برقي، وحطمت قيودى؛ لكى أكون بين الناس حرا، ولكنى لا أحب إلا أن أبقى لك أنت عبدا، لقد خدمتك أخلص ما تكون الخدمة، ولم أستشعر منك يوما كبرا، ولكم جثوت (جلست على ركبتى) تحت قدميك وأنا أقدم لك إناء اللبن لتشربى منه، وكنت أقولها لك من أعماق قلبى: هنيئا يا سيدتى! كنت أنت علالتى (ما يتلهى به، المراد أملى، وأنيسى) في حياتى، وكنت أطمع أن أكون عندك شيئا، كنت أطمع أن أسمع من قلبك ولو نبضة واحدة تستجيب لخفقان قلبى.
    فضحكت عبلة ضحكة مرحة بعثت رعدة (رعشة، واضطراب) فى قلب عنترة وقالت : ماذا أقول لك يا عنترة فى جواب قولك ؟ ليتنى أستطيع أن أقول شعرا فأرضيك بمثل قولك، ولكن هيهات يا عنترة ! فلن تجد منى إلا قولا ضئيلا (صغيرا): إنك ابن عمى. فقال عنترة فى شىء من الحنق (شدة الغيظ): إننى ابن عمك، إنها كلمة جوفاء لا تحمل معنى. فاستمرت عبلة فى ضحكها وقالت : ألست يا عنترة عجيبا ؟ ليتنى أعرف السبيل إلى كلمة ترضاها.
    فأجاب عنترة فى حرارة (حرقة فى القلب من التوجع) : أنت لا تعرفين السبيل إلى تلك الكلمة؛ لأن قلبك لا ينطوى عليها (يشتمل عليها، ويحتويها)، وما طلبى ولجاجتى (إلحاحى) فى أمر إذا كان ما أطلب مستعصيا (صعبا، المضاد سهلا)؟ قولى لى قولا صريحا يا عبلة، لا تتجملى فى الجواب ولا تترفقى، قولى لى حقيقة ما تحسينه نحوى، قولى إنك لا تزيدين على أنك تعجبين بشعرى، وتشعرين بالسرور من قصصى وحديثى، وقولى إنك ترحمين تذللى لك وتعطفين على ولائى. قولى إنك لا تنظرين إلى إلا كما تنظر السيدة إلى عبد (رقيق، المضاد سيد) يخدمها، قولى لى ذلك كله ولا بأس عليك فإنى أعرف كيف يبدو لك وجهى. لقد طالما وقفت أمام الغدران (الأنهار الصغيرة) أنظر إلى صورتى فلم أر فيها غير لونى الأسود وعيني الصارمتين المتقدتين (المشتعلتين، المضاد الخامدتين) يطير منهما شعاع مخيف. قولى لى ذلك ولا بأس عليك إذا أنت لم يطربك منى غير حديثى وشعرى، فأين أنا من الفتى الجميل عمارة بن زياد ؟

    عتاب شديد من عنترة لعبلة:

    قالت عبلة فى غضب: إنك تذهلنى بسيل حديثك الحانق حتى لقد ارتج على القول (لم أقدر عليه) فلا أجد لك جوابا. فقال عنترة غاضبا: ما أحمقنى إذ أحاول أن أنتزع القول منك قسرا (قهرا) ! فقالت عبلة وقد ذهب عنها مرحها: يخيل إلى أن قولك يحمل من الجد فوق ما كنت أحسب، ماذا جنيت يا عنترة حتى أستحق منك هذا العتاب القارص (المؤلم) ؟ لقد بعدت فى القول عما بدأت فيه. ألا تقول لى أنت ماذا تعنى ؟ فقال عنترة فى حرارة : إننى أسألك عن نفسك أنت. قولى لى الحق ولا تترفقى. قولى لى إنك فوق نظراتى وفوق عبادتى.

    عنترة يلوم عبلة بشأن خطبة عمارة لها:

    فقالت عبلة فى تبرم(ضيق، وضجر، وسأم، المضاد رضا، وراحة): قول عجيب وحق مناة، ألاح لك منى ما تكرهه ؟ فقال عنترة بصوت متهدج: أنت تتجاهلين ما تعرفين يا عبلة، تتجاهلين ما يتحدث به الناس جميعا فى نواديهم وطى بيوتهم، ألم يخطبك عمارة بن زياد وأنت به راضية ؟ ألم يولم له أبوك وليمة كأنه ملك ؟ أما كنت تخدمينه وتسعين فى البيت تستحثين (تتعجلين، المضاد تتأنين) الإماء؛ لكى يبالغوا فى إكرامه ؟ هذه أنت منذ الليلة تراوغين ولا تريدين أن تتحدثى بشىء وتخفين كل ذلك فى أعماق قلبك. فقالت عبلة واجمة (شديدة الحزن، المضاد سعيدة): عجبا منك يا عنترة، أهذا هو ما تعنى ؟ فقال عنترة مندفعا فى غضبه: أليس هذا شيئا عندك؟ إنك تتخذيننى هزوا ولا تريدين أن تكشفى لى عن الحقيقة، الويل لعمارة، والويل ثم الويل لك. فنظرت عبلة إليه فى دهشة، ثم دمعت عيناها وقالت: إنك ترمينى بسهام فى هذه الدفعات الحانقة، وتلقى على من الذنوب ما لا ذنب لى فيه.

    عنترة يعتذر لعبلة طالبا رضاها:

    واندفعت تسير عنه مغضبة، فأسرع عنترة وراءها وهو يقول فى ضراعة (ذل، وخضوع، المضاد كبرياء، وتمرد): عفوا يا عبلة، فإن شقائى هو الذى حرك لسانى، أأقول لك الويل، وإن دمعة من عينيك أفتديها إذا استطعت بحياتى ؟! ويلى أنا وتعسا لى! وحاشاك أن يحل (ينزل) الويل ساحتك يا بنة عمى.
    ولكن عبلة سارت فى طريقها صامتة، ومسحت دمعها بطرف كمها، واستمر عنترة قائلا: ألا تقولين لى إنك عفوت عنى؟ أحقا أنت غاضبة من فلتة لسانى ؟ قولى لى يا عبلة ما سألتك عنه . ينصرف كل شقائي. قولى أحقا ترضين عمارة بن زياد ؟، فقالت عبلة فى جفاء: وما شأنى بزياد أوابن زياد؟ فقال عنتره مترفقا : قولى كلمة يستقر لها قلبى، إنهم يتحدثون ويملئون صدرى شقاء، فهل رضيت به حقا ؟، فقالت عبلة فى حنق وعناد: وما أنا وذلك، ولست إلا فتاة فى بيت أبى. فقال عنترة فى لهفة : ورضاؤك ؟!، فقالت فى شبه سخرية: رضائى ؟!!، فقال عنترة ضارعا: نعم رضاؤك يا عبلة، أنا لا أعبا إلا برضائك أنت. فقالت عبلة فى تحد: وما رضائى الذى تسأل عنه ؟ فهل أنا إلا فتاة فى بيت أبيها ؟

    عبلة تعرض بأم عنترة:

    فقال عنترة فى وحشية: إذن تذهبين إلى بيت ابن زياد لو رضى أبوك ؟ أتكونين له زوجة إذا قبل مالك بن قراد ؟ أتذهبين إلى بيت ابن زياد كما تذهب الأمة مع سيدها؟ فقالت عبلة فى كبرياء: كف لسانك يا عنترة، لست أمة، وما ينبغى أن يقال لى لفظ الأمة، إنما الأمة (المرأة المملوكة، المضاد الحرة) غيرى. فصاح عنترة فى حنق : نعم الأمة غيرك يا عبلة، إنها زبيبة أمى. فقالت عبلة فى جفاء: قل ما بدا لك، فلن أجيبك. فقال عنترة فى صوت أجش (غليظ، المضاد رقيق): الآن قد برح الخفاء يا عبلة، وانجلى الظلام الذى كان يحجب الحقيقة عنى، الآن عرفت ما كنت أبغى، ما كان أحمقنى إذ كنت أسعى إلى أن أعرف هذا الذى عندك فأرتد إلى بيتى أشقى الناس، بعد أن كنت أمرح فى جهالتى! إذا فهو زوجك ابن زياد الذى ترضينه ويرضاه أبوك. وأما أنا فلست إلا ابن زبيبة الذى يحدثك، ويزجى لك وقت فراغك.
    ثم ثار وقال فى وحشية : إننى ابن زبيبة الأمة، ولن يذهب ذلك العار عنى، فلأذهبن إذا مع سيول الدماء وعواصف اللهب. ألا فاعلمى يا عبلة أن ابن زياد لن يقترب منك. فأنت لى أنا، أنا الذى أحببتك ولا أستطيع أن أحيا إلا بك. أنا ابن زبيبة الذى اشتريت نفسى بسيفى من أجلك، نعم من أجلك، أنت التى لا تعرفين منى غير شعرى. ألا فاذكرى يا عبلة قولى، سوف أبعث إليك ليلة زفافك برأس هذا الفتى الوسيم؛ ليكون هدية عرسك، ولن تزال العرب تتحدث بذكر هديتى.

    عنترة يحاول إرضاء عبلة:

    وكانا قد قربا من بيت مالك بن قراد، فوقف عنترة يعترض سبيل عبلة وهى متجهة إلى بيت أبيها مادا إليها يده كأنه مستغفر، واللفظ الحانق يكذب استغفاره، ومضت عبلة نافرة باكية إلى خبائها، ووقف ينظر إليها حتى غابت، فاشتعلت فى صدره ألسنة من النار، وضاق صدره، فدار على عقبيه فجأة، واتجه نحو الصحراء وهو يخبط الأرض برمحه، ولا يدرى إلى أين يتجه فيها.

    مناقشة الفصل الثامن من قصة عنترة بن شداد

    لماذا كان زهير بن جذيمة في طريقه إلى طيئ ؟
    لأنه قاد جيشاً ليغزوها ولكنها سبقته فغزت بلاده .
    ما أثر الأنباء التي بلغت زهير بن جذيمة في نفسه ؟ ولماذا ؟
    وقعت تلك الأنباء على سمعه وقوع الصاعقة وذلك لأنه كان قد أعد جيشاً وقاده لغزو طيئ إلا أن طيئاً تسللت إلى عبس وسبقت بغزوها .
    ما الذي فعله زهير بن جذيمة بعد سماع غزو الطائيين لعبس ؟
    أسرع عائداً يعترض الطريق لعله يلقى فيها جيش طيئ فينتصف منه (يهزمه) لكنه لم يلق أحداً منه .
    كيف وجد زهير بن جذيمة الحلة عندما بلغ أرض الشربة والعلم السعدي ؟
    وجد زهير قومه بخلاف ما كان يتوقع حيث وجد الحلة في عيد صاخب ، ووجد قومه يستقبلونه بالتهنئة والبشرى بالنصر العظيم.
    بم أخبر شداد زهير بن جذيمة عندما خرج لاستقباله ؟
    أخبر شداد زهيراً بأن الفضل في الانتصار على طيئ بعد الهزيمة يرجع إلى عنترة الذي لولاه لوقعت الحلة بأسرها في يد الطائيين .
    متى اعترف شداد ببنوة عنترة ؟
    عندما خرج لاستقبال زهير الذي كان عائداً بجيش من غزو طيـئ .
    لماذا اهتم العبسيون بعنترة ؟
    لاعتراف شداد ببنوته وذلك بعد أن أنقذ قومه من هزيمتهم المحققة أمام الطائيين .
    ما مظاهر اهتمام العبسيين بعنترة ؟
    أصبح عنترة واسطة العقد في الأسمار والولائم كما أن شعره كان على كل لسان والفتيات كان غناؤهن باسم عنترة .
    ما الذي تحدث به الناس عندما كانوا يرون عنترة وهو يناجى عبلة ويسايرها ؟
    تمنوا أن يتم الله عليه نعمته وأن يتزوج عنترة من عبلة التي هي كل شئ في حياته كما أنه هو صاحب الفضل في تخليصها من الأسر بعد أن اختطفها الطائيون .
    اذكر موقف كل من مالك بن قراد وابنه عمرو وعمارة بن زياد عندما كانوا يرون عنترة وهو يتحدث إلى عبلة .
    لم يعترض مالك ولا ابنه أما عمارة فلم يستطع أن يظهر غضباً إذا هو رآها تجلس إلى جواره وتسايره .
    جرى الحديث منتقلاً من عنترة لعبلة فما الحديث الذي أسعد كلاً منها من الآخر ؟
    الحديث الذي أسعد عنترة من عبلة هي أنها قالت له : وماذا يقولون يابن العم ، حيث وقعت كلمتها تلك على نفسه وقع أنغام المزاهر .
    - الحديث الذي أسعد عبلة من عنترة هو ما كان يصفه لها عنترة من مغازيه ومن نوادر شيبوب وكذلك من قوله الشعر فيها .
    سار عنترة يشيع عبلة إلى منزلها وكان مخموراً بخمرين فما هما ؟ وأى الخمرين كان أكثر تأثيراً في عنترة ؟ ولِمَ ؟
    الخمران هما : - الكئوس التي دارت عليه في مجلس الملك . وحديث ابنة عمه (عبلة).
    - كان خمر الحديث الممتع من الحبيبة أقوى الخمرين وأكثر تأثيراً ؛ لأنه صوت الحب الذي كان كل شيء في حياة الفارس العظيم عنترة .
    دار الحوار بين عنترة وعبلة فكان له أثر كبير في نفس كل منها . وضح ذلك .
    أنه آثار نجواها وأثر في حياتها فحول سرورهما حزناً حيث لم يكن لعبلة أن تصرح لعنترة بعدم رضائها عن الزواج من عمارة لأنهـا تعرف لأبيها قدره وإن كانت في قراره نفسها غير راضية عن الزواج منه تاركه ذلك الإحساس لتقدير عنترة ؛ لأنها تعرف مدى حبه لها ولكن تقاليد البيئة تمنعها من ذلك التصريح . كما أن عنترة يلح عليها في السؤال عما يتحدث به الناس من خطبتها لعمارة ذلك الحديث الذي كان ينغص عليه حياته فكان يريد أن يسمع منها موقفها من عمارة .
    لمَ لم تفصح عبلة عن حبها ؟ وما مظاهر ذلك؟
    لم تفصح عبلة عن حبها حياء وخجلا .
    - ومن مظاهر ذلك غضبها عندما يذكر عنترة اسم عمارة كثيرًا .
    ما موقف عنترة وعبلة من أحاديث الناس؟
    كان كل منهما يكره هذه الأحاديث وثرثرة الناس بها .
    اكتشف عنترة بعض الجوانب الخفية في علاقته بعبلة أثناء حديثه معها . وضح ذلك .
    كشف حقيقة هذا الإحساس أنها لا تعجب به ، وإنما تعجب فقط بشعره وبطولاته وهى تعطف عليه وعلى خدماته لها فقط.
    ما الذي كان يحرص عليه عنترة من عبلة حينما كان يحدثها بعد أن انفض السامر ؟
    كان يحرص على أن ينتزع منها عبارة : أنها تحبه .
    " قالت عبلة في كبرياء : لست أمة ولا ينبغي أن يقال لي ذلك إنما الأمة غيري ". 1- متى قالت عبلة هذه العبارة ؟
    2 - ما الذي فهمه عنترة منها؟
    3- وما أثر ذلك في نفسه؟
    قالت عبلة هذه العبارة عندما قال لها عنترة أتقبلين الزواج من عمارة وتذهبين إلى بيته كما تذهب الأمة إلى بيت سيدها .
    2- وقد فهم عنترة أنها تقصد بالأمة زبيبة أمه .
    3- وأثر ذلك في نفسه : جعله شقياً ثائراً بعد أن اكتشف حقيقة حبها .
    ما الهدية التي توعد بها عنترة عبلة في ليلة عرسها ؟
    توعدها برأس عمارة بن زياد إذا تزوجته .
    تهديد عنترة بقتل عمارة دليل على حب عنترة لعبلة أم كرهها ؟ أجب مع التعليل .
    إن تهديد عنترة بقتل عمارة دليل على شدة حبه لعبلة ؛ لأنه حاول بعد ذلك استرضاءها وندم على ذلك التهديد .
    في حوار عنترة مع عبلة هل كان عنترة صادقاً فيما قال ؟ أجب مع التعليل .
    لا ، لم يكن صادقا فيما قال لأنه بعد أن أوصلها إلى بيتها مدّ إليها يديه كأنه يستغفرها عما قال ، ولكنها مضت نافرة باكية إلى خيامها لا تصدق ما قاله عنترة لها.

    ***

    وفي الختام. أرجو أن تكون هذه الصفحة ممتعة بإذن الله لجميع زوار موقعنا. يسعدنا مشاركتكم لهذا الفصل مع جميع أصدقائكم المهتمين بالتعليم الإلكتروني والتعلم الذاتي. وجميع طلاب وطالبات الصف الأول الثانوي . وفقنا الله جميعا لكل ما يحبه ويرضاه.

    أحدث أقدم