سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. أحبابي في الله زوار ومتابعي موقعنا الماس لتطوير الذات والتعلم الذاتي. موعدنا اليوم مع أفضل وأسهل شرح لدرس علم المعاني مع اختبارات إلكترونية . وهو الدرس الثاني من دروس البلاغة المقرر على الصف الثاني الثانوي. الفصل الدراسي الأول.
سبق وعرضنا ملخصا لدروس البلاغة في الصف الأول الثانوي. وهو عبارة عن دروس علم البيان. وبعدها بدأنا في شرح بلاغة تانية ثانوي ترم اول. وتم شرح درس علم البديع وهذا هو الدرس الثاني: علم المعانى .
تعريف علم المعانى:
هو علم يهتم بدراسة إيحاءات الألفاظ والتراكيب والأساليب، ويشمل: الإيجاز والإطناب.
أولا: الإيجاز: هو التعبير عن المعانى الكثيرة بكلمات قليلة مع تمام المعنى، وله نوعان هما:
1- إيجاز القصر :
يكون بتضمين المعانى الكثيرة فى ألفاظ قليلة من غير حذف، مثل :
* قوله تعالى : {وأعد لهم أجرا كريما}. لاحظ أن هذه الآية القصيرة عبرت عن معان كثيرة، فالتعبير «أجرا كريما» يراد به الجنة وما فيها من مآكل ومشارب وملابس ومساكن وملاذ ومناظر جميلة، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
* قوله تعالى : {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}. لاحظ أن هذه الآية القصيرة جمعت مكارم الأخلاق؛ فالتعبير «خذ العفو وأمر بالعرف» يراد به العفو والصفح عمن أساء، والأمر بالمعروف.
* قوله تعالى : {لا يستوى الخبيث والطيب} . لاحظ أن هذه الآية القصيرة عبرت عن معان كثيرة، ف «الخبيث» و «الطيب» لفظان عامان يندرج تحتهما المال الحرام والمال الحلال، وفاسد العمل وصالحه، وردىء الناس وجيدهم، وفاسد العقائد وصحيحها.
2- إيجاز الحذف :
يكون بحذف شىء من العبارة لا يخل بالفهم، مع وجود قرينة تدل على المحذوف، وقد يكون المحذوف (حرفا أو كلمة أو جملة أو شبه جملة).
أ) حذف الحرف: قد يكون الحرف :
* من بنية الكلمة، مثل قوله تعالى : {وإن يك كاذبا فعليه كذبه}. تقديرها : (وإن يكن )، فحذف (حرف النون ).
* من حروف المعانى (حروف النداء، حروف الجر...)، مثل :
- قول على الجارم :
بنى العروبة إن اللة يجمعنا * فلا يفرقنا فى الأرض إنسان.
تقديرها: (يا بنى العروبة)، فحذفت أداة النداء (يا).
- قوله تعالى : {واختار موسى قومه، سبعين رجلا}. تقديرها : (من قومه )، فحذف حرف الجر (من ).
ب) حذف الكلمة: قد تكون الكلمة :
* مضافا، مثل قوله تعالى : {واسال القرية}. تقديرها: (واسأل أهل القرية)، فحذف المضاف (أهل).
* مضافا إليه، مثل قوله تعالى : {يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا}. تقديرها : (عشر ليال)، فحذف المضاف إليه (ليال).
* موصوفا، مثل قوله تعالى : {وذكر الله كثيرا}. تقديرها : (وذكر الله ذكرا كثيرا)، فحذف الموصوف (ذكرا).
* صفة ، مثل قوله تعالى : {وكان وراءهم ملك يأحد كل سفينة غصبا}. تقديرها : (يأخذ كل سفينة صحيحة غصبا)، فحذفت الصفة (صحيحة).
فاعلا مثل قوله تعالى : { فلولا إذا بلغت الحلقوم } . تقديرها : (بلغت الروح الحلقوم)، فخذف الفاعل (الروح).
* مفعولا به، مثل قوله تعالى : {سيذكر من يخشى}. تقديرها : (من يخشى الله )، فخذف المفعول به (الله ).
* فعلا، مثل قول الشاعر:
أخاك أخاك إن من لا أخا له * كساع إلى الهيجا بغير سلاح.
تقديرها: (الزم أخاك)، فخذف الفعل (الزم).
* منادى، مثل قوله تعالى : {يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما} . تقديرها: (يا قوم ليتنى ...)، فحذف المنادى (قوم).
* مبتدأ، مثل قول خليل مطران :
شاك إلى البخر اضطراب خواطرى * فيجيبنى برياحه الهوجاء.
تقديرها: (أنا شاك)، فحذف المبتدأ (أنا).
* مخصوص نعم أو بئس، مثل قوله تعالى : {ولنعم دار المتقـين}.
تقديرها: (ولنعم دار المتقين الجنة)، فحذف المخصوص (الجنة).
* اسما موصولا، مثل قوله تعالى : {وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم }. تقديرها: ( والذى أنزل إليكم)، فحذف الاسم الموصول (الذى).
* حالا، مثل قوله تعالى : {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم}. تقديرها : (قائلين سلام)، فحذف الحال (قائلين).
ج) حذف الجملة قد تكون الجملة :
* جواب شرط، مثل قوله تعالى : {وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون}. تقديرها: (... أعرضوا)، فحذف جواب الشرط (أعرضوا).
* جملة دل عليها دليل، مثل قوله تعالى : {فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا }. تقديرها : (... فضربه فانفجرت ...)، فحذفت جملة (فضربه).
د) حذف شبه الجملة: جار ومجرور، مثل قوله تعالى : {ستكتب شهادتهم ويسألون}. تقديرها : (ويسألون عنها)، فحذف الجار والمجرور (عنها).
أثر الإيجاز:
* الغرض العام للإيجاز: إثارة الذهن، وجذب الانتباه.
* الغرض الخاص للإيجاز: يدرك من سياق الجملة، مثل قولنا: «خُلق الكون»: إيجاز بحذف الفاعل؛ لإثارة الذهن، والعلم بالفاعل وهو الله تعالى.
ومثل قول (ابن الرومى):
أُلام لما أبدى عليك من الأسى * وإنى لأخفى منه أضعاف ما أبـدى.
إيجاز بحذف الفاعل فى قوله: ألام؛ لإثارة الذهن، وإظهار كثرة اللائمين. وإيجاز بحذف المفعول به فى قوله: (أبدى) وأصلها (أبديه)؛ لإثارة الذهن، وبيان كثرة الأحزان على وفاة ابنه.
* نقول فى أثر الإيحاز: إثارة الذهن، وجذب الانتباه، ثم نضيف الغرض الخاص إن توصلنا إليه، وإن لم نتوصل نكتف بالغرض العام.
* يشترط فى إيجاز الحذف أن يكون هناك دليل على المحذوف، مثل قول الشاعر: يا نديمى حسبك الصبر على اللوم وحسبى. تقدير المحذوف : (وحسبى الصبر) فحذف الفاعل؛ لأنه سبق بما يدل عليه.
ومنه قول الشاعر:
واترك إلى الناس دنياهم وضجتهم * وما بنوا لنظام العيش أو رسموا.
تقدير المحذوف: (أو رسموا لنظام العيش). فحذف شبه الجملة؛ لأنه سبق بما يدل.
أمثلة على إيجاز القصر:
- قال تعالى : {واعملوا صالحاإني بما تعملون بصير}.
- قال تعالى : {إن تنصروا الله ينصركم}.
- قال تعالى : {ألا له الخلق والأمر}.
- الضعيف أمير الركب.
أمثلة على إيجاز الحذف:
- حذف المبتدأ (أنا): فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى * (قتيلك)، قالت : أيهم ؟ فهم كثر.
- حذف المبتدأ (هذا): و(جيش) به أسد الكريهة غضب * وإن شئت عقبان المنية حوّم.
- حذف المفعول به (الله): إذا ما نعمة وافت لغيرى * (شكرت) كأن لى فيها نصيبا.
- حذف الجملة (فساءنا): أتى الزمان بنوه فـى شبيبته * فسرهم و(أتيناه على الهرم).
ثانيا: الإطناب:
هو التعبير عن المعنى الواحد بألفاظ كثيرة. وذلك لأعراض متعددة وله أنواع وهي:
1- ذكر الخاص بعد العام : مثل قوله تعالى : {من كان عدوا لله وملائكته، ورسله، وجبريل و ميكال فإن الله عدو للكافرين }. ذكر الله تعالى الخاص «جبريل» و «ميكال» بعد العام «ملائكته» للتنبيه على فضلهما، وعظم شأنهما.
2- ذكر العام بعد الخاص : مثل قوله تعالى : {وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيوت من ربهم}. ذكر الله تعالى العام «النبيون» بعد الخاص «موسى » و «عيسى».
3- التفصيل بعد الإجمال : مثل قوله صلى الله عليه وسلم : «آية المنافق ثلات : إذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر». ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الإجمال «ثلاث»، وأتى بعده بتفصيله، وهو باقى الحديث الشريف.
4- التكرار : مثل قوله تعالى : {كلا سوف تعلمون * ثم كلا سوف تعلمون}. تكررت الآية مرتين لتأكيد وتقريرالإنذار والردع.
5- التذييل : إلحاق جملة بجملة أخرى لها نفس المعنى تأكيدا لها، مثل:
* قوله تعالى : {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا}. جاءت جملة «إن الباطل كان زهوقا» تذييلا لما قبلها لتوكيده.
* قوله تعالى : {ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الـكفور}. جاءت جملة «وهل نجازى إلا الكفور» تذييلا لما قبلها لتؤكده.
* قد يكون التذييل عن طريق الإتيان بحكمة فى نهاية الكلام، مثل قول الشاعر:
كلكم أروغ من ثعلب * ما أشبه الليلة بالبارحة!
جاء الشطرالثانى «ما أشبه الليلة بالبارحة!» كحكمة صادقة تذييلا لمعنى الشطرالأول من البيت.
6- التعليل : مثل قوله تعالى : {يأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون}. جاءت جملة «لعلكم تفلحون» تعليلا لما قبلها.
7- التفسير: مثل قوله تعالى : {وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم }. جاءت جملة «يقتلون أبناء كم ويستحيون نساءكم» تفسيرا لما قبلها «سوء العذاب».
8- الترادف : مثل : «لا تقل غير الصدق، ولا تشهد بغير الحق». جاءت جملة «لا تشهد بغير الحق» بعد جملة «لا تقل غير الصدق»، وهى مرادفة لها؛ لتؤكد المعنى.
9- الاستئناس بالحديث : مثل قوله تعالى : {وما تلك بيمينك يا موسى * قال هي عصاى أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى }. كان من الممكن أن يقول موسى لربه : «هى عصاى» فقط، ولكنه أطال الحديث فى باقى الآية إظهارا لسعادته واستئناسه بالحديث مع الله.
10- الاعتراض : الجملة الاعتراضية ولها أغراض، منها:
* الدعاء مثل قول الشاعر:
إن الثمانين -وبلغتها- قد * أحوجت سمعى إلى ترجمان.
جملة «وبلغتها» فيها دعاء للمخاطب بطول العمر.
* التنبيه، مثل قول الشاعر:
واعلم -فعلم المرء ينفعه - أن * سوف يأتى كل ما قُدرا.
جملة «فعلم المرء ينفعه» فيها تنبيه للمخاطب على فضل العلم ونفعه.
* الذم، مثل قول الشاعر:
لو أن الباخلين - وأنت منهم- * رأوك تعلموا منك المطالا.
قوله : «وأنت منهم» جملة اعتراضية أفادت الإسراع إلى ذم المخاطب.
* الاحتراس، مثل قول لبيد :
ألا كل شيء - ما خلا الله - باطل * وكل نعيم لا محالة زائل.
قوله: «ما خلا الله » فيها احتراس لمنع أن يفهم غير المقصود.
* التعظيم، مثل قول الشاعر:
بالله - جل جلاله - لا تضعفوا * بالذكر والإنجيل لا تتفرقوا.
قوله «جل جلاله» فيه تعظيم للذات الإلهية.
فائدة الإطناب: يكون بحسب الغرض من كل نوع.
أمثلة على الإطناب :
1- بلى أنا مشتاق وعندى لوعة * ولكن مثلى لا يذاع له سر.
أنا مشتاق، عندي لوعة: إطناب بالترادف؛ للتأكيد.
2- ولست بمستبق أخا لا تلمه على شعث * أي الرجال المهذب ؟
أي الرجال المهذب: إطناب بالتذييل.
3- ألا زعمت بنو سعد بأنى * - ألا كذبوا - كبير السن فاني.
ألا كذبوا: إطناب بالاعتراض.
4- صببنا عليها - ظالمين - سياطنا * فطارت بها أيد سراع وأرجل.
ظالمين: إطناب بالاعتراض.
5- قال تعالى : {فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا}.
إن مع العسر يسرا: إطناب بالتكرار.
6- قال تعالى : {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر}.
الروح: إطناب بذكر الخاص بعد العام.
7- قال تعالى : {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا}.
ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا: إطناب بالتفصيل بعد الإجمال.
8- قال تعالى : {إنه فكر وقدر * فقتل كيف قدر * ثم قتل كيف قدر}.
قتل كيف قدر: إطناب بالتكرار.
9- «الفهم الفهم فيما يتلجلج فى صدرك مما ليس فى كتاب ولا سنة».
الفهم: إطناب بالتكرار.
10- قالت أعرابية لرجل : «كبت الله كل عدو لك إلا نفسك».
إلا نفسك: إطناب بالاعتراض.
خلاصة درس علم المعاني في صورة:
ويسعدنا هنا أن نقدم صورة خلاصة درس علم المعاني. وهو الإيجاز والإطناب.
اختبار إلكتروني على الإيجاز و الإطناب :
وهذا جهدي المتواضع في تجميع بعض الأسئلة التي تقيس جميع المهارات التعليمية. من البسيط إلى المعقد. في درس علم المعاني. مع ميزة التصحيح في نفس اللحظة وتقديم التغذية الراجعة feedback في حالة الاختيار الخطأ. مع خالص رجائي بالتوفيق قبل التفوق.
ألا يستحق هذا الموضوع المشاركة ؟!
سؤال إجابته في قلب وعقل كل زائر لموقعنا المتواضع الذي يهدف إلى عدم احتكار العلم. وعدم بيعه وعدم استغلال حاجة الناس إليه. فإذا أعجبك محتوى هذا الموضوع، فلا تبخل على نفسك ولا أصدقائك. وانتظرونا. فالقادم أفضل بإذن الله.