السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبابي وأبنائي طلاب وطالبات الصف الأول الثانوي. يسعدني في هذه الصفحة من صفحات موقعنا الماس لتطوير الذات والتعلم الذاتي mr-mas.com أن أقدم لكم قصة أبو الفوارس عنترة 9- رحيل عبلة ترم تانى . ضمن منهج اللغة العربية.
والجميل والجديد في هذا الموضوع بفضل الله هو عرض نص الفصل التاسع رحيل عبلة مكتوبا مع معاني الكلمات الصعبة بشكل شيق وجذاب. بحيث يتم الضغط على الكلمة للتوصل للمعنى أو المضاد أو المفرد أو الجمع وذلك للكلمة الملونة باللون الأحمر . وكذلك تحويل الفصل التاسع إلى سؤال وإجابة للتمكن من تحليل كل النقاط المهمة في الفصل التاسع رحيل عبله من قصه أبو الفوارس عنترة بن شداد .
نبدأ أولا بفيديو لملخص الفصل التاسع بالرسوم المتحركة (الكارتون cartoon) . اضغط هنا على هذا الرابط لبدء تشغيل فيديو الفصل التاسع من قصة أبو الفوارس عنترة بن شداد. ضمن منهج أولى ثانوي ترم ثان.
******
مالك ينزح بأهله إلى أرض شيبان:
خلا (فرغ، المضاد امتلأ) وادى الجواء من منازل مالك بن قراد، منذ نزح (بعد، المراد انتقل، المضاد أقام)، بأهله إلى أرض شيبان. وقد ضاقت به الحياة فى قومه منذ جهر (أعلن، المضاد أخفى) عنترة بما ينطوى عليه قلبه من حب عبلة والتعلق بها. وما اعتزمة من عداوة كل من يجرؤ على طلب زواجها.
وكان مالك يضمر فى قرارة نفه إحساسا بالمعرة من أن يعطى ابنته لعنترة وإن كان فارس فومه وحاميهم. وما كان مثله ليصهر (يزوج) إلى رجل ولدته زبيبة الأمة. فيمزج دماءه بدماء عبد وإن كان ذلك عنترة الفارس ابن أخيه شداد. وكان عمرو بن مالك أشد من أبيه أنفة (شموخ، وعزة. ونفور، وحمية، المضاد تواضع، وذلة) وكبرا، فكان يؤثر (يفضل) صديقه عمارة بن زياد. المنحدر من سلسلة الأمجاد من الآياء. والحرائر (الخالصات من الرق، المضاد الإماء) من الأمهات والجدات.
ضيق عبلة من الإقامة فى عبس:
ولم تكن عبلة بأقل ضيقا وتبرما بالإقامة فى عبس من أخيها وأبيها. فقد وجدت نفسها قطب الأحاديث (محورها) فى أندية قومها، وهدف الحسد من صاحباتها، لا يخلو يوم من نفرة (تخاصم. المراد الخروج للقتال) في الحي من أجلها. حتى كان القتال يدور بين طوائف (جماعات من الناس) متنازعة فى قبيلتها، فمنهم من كان يهتف بعنترة. ومنهم من كان يتحيز لعمارة. وهم فى كل يوو وفى كل ليلة يتصادمون ويتنازعون حول اسمها، فانطوت على نفسها كئيبة لا ترضى بأن تزور. ولا أن تخرج للقاء من يأتى إليها زيارة، وكانت صاحباتها كلما جئن إليها لم يجدنها على عادتها مرحة مستبشرة تملأ المجالس بهجة ، وتبث فيها روحا من صوتها العذب الضاحك.
وكان ألمها يزداد كلما تذكرت ما كان بينها وبين عنترة فى تلك الليلة إذ قسا عليها، وقال لها إنها ستذهب إلى ييت عمارة كأنها الأمة، ولم يتردد فى غضبه أن ناداها بالويل وأغلظ فى حديثه لها، ولم يرض منها بما كانت تهدهد(تلطف) به نفسه من مواساتها واعتذارها، بل إنه هددها بهديته الدموية إذ قال إنه سوف يرسل إليها رأس عمارة ليلة زفافها. وكانت فى اعتكافها ساكنة تقضى أكثر الوقت ضعيفة فى فراشها وتبكى أحيانا ولا تدرى ما الذى أبكاها، حتى حال (تغير، المضاد ثبت) لونها، وذبلت نضرنها، وامتلأ صدرها كآبة وهما.
إنشاد الناس شعر عنترة فى عبلة:
وضاق المقام بأبيها مالك وحار في أمره كيف يطيق الحياة وهو يسمع الناس ينشدون شعر عنترة فى ابنته ويستعيدونه فى مجالسهم، فكانت أنفته تثور (تهيج، المراد تغضب، المضاد تهدأ) ، ولكنه كان لا يستطيع أن يقاتل الناس كل يوم وهم لا يفعلون أكثر مما يفعله العرب فى إنشاد قصائد الشعراء. ولكن ولده عمرا كان لا يقدرأن يمسك نفسه، فكان لا يمر بقوم يتغنون بذلك الشعر إلا بادرهم (بدأهم) بالسب وهم بقتالهم؛ فأشفق مالك من ذلك كله ، ولم يجد مخرجا من الأمر إلا أن يعلن قومه بأنه لن يروج ابنته لعمارة ولا غير عمارة، ثم غادر أرضه ورحل إلى أرض أصهاره بنى شيبان.
حال عنترة بعد رحيل عبلة:
وأما عنترة فإنه لم يطق البقاء فى عبس بعد أن رحلت عنها عبلة، فهام على وجهه (خرج لا يدرى أين يتجه) فى الصحراء، فكان لا يلم (ينزل) بالحي إلا بين حين وحين، وكانت زيارته لا تزيد على أن تكون زيارة لوادى الجواء ليقضى أربه (حاجته)، فيتنسم نسيمه، وينشد عنده بعض شعره، ثم يعود إلى صحرائه ليضرب فى شعابها.
زيارة عنترة لطلل دار عبلة:
وجاء يوما إلى أرض الشربة، وزار طلل (آثار الديار) دار عبلة فى وادى الجواء. وقد برزت وجنتاه (ما ارتفع من الخدين)، وغارت عيناه (دخلت في رأسه)، واصفر لونه الأسمر، وصارت عيناه تأتلقان (تلمعان، وتضيئان، المضاد تطفئان)، كأن شعاعهما بريق السيف في ضوء القمر، وجاء إلى طلل الدار فجال (تحرك) بين مواضع نيرانه وآثار أوتاده وبقايا نؤيه (النؤى : مجرى يحفر حول الخيمة ليمنع عنها السيل) التى كانت تحيظ بخيامه، ثم وقف مبهوتا (مدهوشا، ومذهولا) يمسك أعلى رمحه المركوز فى الرمل مسندا بذقنه عليه كأنما هو تمثال فى خرائب معبد مندثر (مهدم)، وجعل يترنم قائلا :
ولقد نزلت فلا تظنى غيره * منى بمنزلة المحب المكرم.
هلا سألت الخيل يا بنة مالك * إن كنت جاهلة بما لم تعلمى.
يخبرك من شهد الوقيعة أننى * أغشى (أدخل) الوغى (الحرب) وأعف (أكف، وأترفع) عند المغنم (الغنيمة).
ولقد شفى (أبرأ) نفسى وأبرأ سقمها (مرضها) * قيل الفوارس : ويك عنتر أقـدم.
ولقد ذكرتك والرماح نواهل (شاربة من دم) * منى ، وبيض الهند (السيوف المصنوعة في الهند) تقطر من دمى.
وقضى ساعة وهو يتأمل ما تحت عينيه، فهناك كان خباؤها، وهناك كانت تقبل عليه باسمة، وهناك كانت تضحك مكركرة (ضاحكة بصوت عال)، وهناك كانت تقف ناظرة إليه فى عطف وهو يصف لها آخر مغازيه.
ثم تذكر كيف أتى إليها عندما سمع بمرضها، فلم يأذن له أبوها برؤيتها، فلما أرسل إليها أمه لم تجد سوى البكاء، ولم تسمع منها إلا كلمات يبدو فيها الحنق والحزن. ونظر إلى بيوت الحى المنثورة (المتفرقة) فى أنحاء الوادى، فأحس من نفسه دفعة إلى أن يمضى إليها فيهدمها على من فيها، ويطعن فيهم برمحه، ويضرب بسيفه حتى لا يبقى منهم أحدا فى الديارالتى كانت هى صاحبتها وهى النازلة فيها فما تلك البيوت بعد أن خلت من عبلة ؟! وما تلك القبيلة كلها بعد أن رحلت عبلة عنها ؟!
وجعل يتغنى وهو متكئ بذقنه على يديه، مستندا على رمجه، لا يحس شيئا مما حوله، حتى جاء أخوه شيبوب من ورائه وهو لا يحسه وكان يقول :
خليلـي (صديقي) أمسى حب عبلـة قاتلى * وبأسى شديد، والحسام مهند(السيف القاطع المصنوع فى الهند).
حرام عليّ النوم يا بنة مالك * ومن فرشه جمر (قطع ملتهبة من النار) الغضا (شجر غليظ الجمر والنار) كيف يرقد؟
وألثم (أقبّل) أرضا كنت فيها مقيمة * لعل لهيبي (حر النار) من ثرى (تراب) الأرض يبرد!!
لئن يشمت الأعداء يا بنة مالك * فإن ودادى مثلما كان يعهد.
نعيم الدنيا لا يساوى فقد عبلة:
فناداه شيبوب من ورائه: "ها هى ذى ركائبك (إبلك المركوبة) يا عنترة حاضرة". فنظر عنترة إليه فى فتور، ونزع الرمح من الرمل، وسار يجر رجليه حتى ركب فرسه، وسار أخوه يسوق الإبل المحملة من ورائه، يسمع إنشاده كأنه يهمس به إلى نفسه، حتى بعد عن الحى وأوغل فى الصحراء (دخل فيها)، وأقبل الليل فتقدم أخوه نحوه وسأله النزول، فقال عنترة واجما: "لوددت أن أسير ليلى ونهارى، فإنى لا أريد أن أستقر يا شيبوب ...". فقال شيبوب مازحا: "ولكنى لست مثلك يا عنترة. ولا بد لى أن أذوق من الطعام بعد كل يوم".
فنزل عنترة وانتحى مكانا من كثيب (رمل) فرقد فوقه، وذهب شيبوب ليوقد النار ويعد الطعام، فلما فرغ من ذلك عاد إلى أخيه يحمل صحفة ثريد (إناء طعام من الخبز والمرق «الفتة»). فأراد عنترة أن يرضيه فأكل معه لقيمات، وهو يغمغم (يتكلم كلاما غير مفهوم، المضاد يوضح) بين حين وآخر ببعض الشعر.
واتجه شيبوب إليه بعد حين فقال : "هذا الفضاء الفسيح يشملنا وحدنا، فكل ما فيه من أودية وتلال وأغوار (منخفضات) لنا وحدنا. ولو كان فى هذه الأودية أموال لم يمتنع علينا شيء منها، فنحن نملك هذه الأرض كلها يا عنترة".
فقال عنترة فاترا : "ولكنى لا أطلب من هذه الحياة شيئا يا شيبوب. فما أصنع بالمال وقد فقدت عبلة ؟ ماذا أصنع لو ملئت لى هذه الأرض خيلا وإبلا، وفاضت لى عيونا (ينابيع الماء) وأخرجت لى من حصاها لؤلؤا وياقوتا ؟ ماذا أصنع بهذا كله وقد فقدت عبلة ؟!! ويل (شر، وهلاك) للإبل ومن يملكونها! فمسعل بن طراق الكندى يملك من الإبل ألوفا وهو يسوقها صداقا إلى مالك يريد أن ينزع منى عبلة، وفى بنى شيبان قيس بن مسعود يملك منها الألوف، وهو يهبها لعله يفوز بعبلة لابنه بسطام. وعمارة بن زياد يملك منها الألوف ويسوقها إلى مالك لكى يزوجه بعبلة. كل هؤلاء يملكون الإبل فتعسا (هلاكا) لها وبعدا لمن ملكها".
فقال شيبوب فى مرح : "لو كنت أنا عنترة لقصدت إلى بنى شيبان فنزعت (أخذت بالقوة) عبلة من بين ظهرانيهم (بينهم) وخرجت بها إلى البرية (الصحراء) كما يخرج الأسد بفريسته".
عنترة يتمنى لقاء عبلة:
فقال عنترة متحركا فى ضجر (ضيق): "بل أذهب إليها لكى أذرف دمعى وأدفق (أصب، المراد أصرح، وأبوح) لها ما بقلبى، لعلها ترضى عنى، لقد كدت يوما من الأيام أهم بأن أفعل ما تذكره الآن. فلقد كنت حريصا على أن أفوز بعبلة. ولكنى لا أنظر اليوم إلى أن أفوز بها. لقد بلغت منى فوق ما يبلغ النساء من الرجال. فأنا لا أطمع اليوم فى أكثر من أن أسترد رضاها"، ولاحت عند ذلك سحابة من الطير تضىء بشعاع القمر ميممة (متجهة) نحو الشرق، فقال عنترة وهو ينظر إليها : "ليت لى جناح هذا الطير فأذهب حيث شئت، وأتنقل مع سرعة خاطرى إلى حيث تتوق (تشتاق) نفسى. بل ليت لى مثل جناحها فأحلق فوق هذه الأرض لكى أرنو (أنظر) إلى عبلة من السماء قانعا بنظرة أصيبها (أنالها، وأحصل عليها) كل يوم منها".
وسكت لحظة ثم قال فى صوت حانق : "إن كل الناس لا يزالون ينظرون إلى كما ينظرون إليك. إننى ابن زبيبة الأمة، حتى وإن نسبنى شداد إلى عبس". فقال شيبوب ضاحكا: "أما أنا فلست أبالى كيف ينظرون إلى".
فقال عنترة فى رفق: "لقد كدت أحسدك على ما أنت فيه يا شيبوب. فإنى ما زلت حيث كنت بعيدا عن سعادتى، كنت من قبل ألمحها أمامى وهى لا تزال أمامى كأنها تهرب منى كما يهرب الجبان الذى يركب مهرا (ولد الفرس) سريعا".
نظرة عنترة إلى الرق:
لم يكن الرق (العبودية، المضاد الحرية) هوالذى يحول (يمنع) بينى وبين سعادتى، ليس الرق سوى لفظ يسترون به ما فى نفوسهم من الكبرياء، ليس الرق هو الذى كان يشقينى، بل هو الوهم الذى يرضى به الضعفاء أنفسهم ويسترون به ضعفهم، فهم لا يجدون ما يميزون به أنفسهم ولا ما يسمون به إلى المكارم (أفعال الخير)، فيأبون إلا أن يهبطوا بمثلى إلى ما دونهم، حتى يلوحوا، فى الأعين أعظم من عنترة!.
شيبوب يبين لعنترة حقيقة حبه لعبلة:
فقال شيبوب:" أنت تحش الذل لأنك تحتاج إليهم، إن هذا الغل (القيد) الذى تضعه حول عنقك هو الذى يذلك، وليس ما تحسبه من كبريائهم، إن هذا الحب الذى تتحرك فيه لا أسميه أنا إلا الرق والذل !!! فعجبا منك إذ تقوى على الحروب تخوضها، ولا تقوى على قيدك الذى تقيدك به فتاة".
فقال عنترة: "لست ألومك يا شيبوب، لأنك لا تحمل مثل نفسى، ولو كان لك قلب لما تحرك إلا كما يتحرك قلبى. أنت تخدع نفسك حتى ترضى بما أنت فيه، فدعنى وشأنى ..". فقال شيبوب : "إنما العبد من يستمد من الناس حريته.. إنى أعيش لنفسى. وإذا نظرت إلى هؤلاء الناس لم أكد أرى منهم أحدا سواك أنت وأمي وإخوتي.
عنترة ينوى الرحيل إلى بنى شيبان:
فهز عنترة رمحه وقال: "إنه قضائى، وليكن لك ما ترى. لست ألومك على شىء مما تقول، ولكنى سأذهب إليها لعلى أنظر إلى وجهها، ولعلى أجد الدمع قد جف من مقلتيها (عينيها) ولن أزال بهذا الرجل مالك بن قراد حتى أتملق كبرياءه (أتودد إليه بكلام لطيف)، ولن أزال بابنه الأحمق عمرو حتى أهدهد غروره (أجعله بهدأ) ، سوف أتذلل حينا، وسوف أبكى حينا، ثم سوف أقتحم اللجح (الأمواح المتلاطمة) والنيران حينا، سوف أخدم بنى شيبان وأرعى لهم غنمهم وإبلهم كما كنت أرعى غنم شداد وإبله لكى يرضوا بمقامى قريبا منها".
شيبوب يعلن لعنترة كراهية قومه له:
فرد شيبوب قائلا: "أحمق ورب الكعبة. إنهم لا يريدون إلا بعدك، ولو وجدوا فيك فرصة لزجوا (ساقوا ودفعوا) بك فى المهالك حتى لا يروا لك وجها، وأما أنا فإنى لن أعدل بهذه الحياة شيئا، هى عندى خير من عبلة وكل قومها، أنا أعرف كيف أحيا، وكيف أنعم بطعامى وشرابى.
أما أنت فلا أظنك تحرص إلا على الخيال الذى يصوره لك الوهم. اذهب كما شئت، والتمس ما شئت فأنا أحب أن أكون معك، ولن أتخلى عنك ولن أدع صحبتك. إنك تحبها لأنك تطلب علالة (ما يتلهي به) لحياتك. أنت تجد لذتك فيما تأمل وما ترجو وما تسعي له من آمالك، وأما أنا فإنى أجد لذتى فيما أذوق بلسانى وما ألمسة بيدى. وما أقارفه (أخالطه، والمضاد أنفصل عنه) فى يومى.. أنت تسعى وتتألم فى سبيل وهم (ما يقع فى الذهن من الخاطر) باطل، وأنا أحيا وأتنغم فيما أحسه حقيقة فى يدى".
مناقشة الفصل التاسع من قصة عنترة بن شداد
فرد عنترة على شيبوب أنه لا يلومه لأنه لا قلب له ولم يحب مثله .
*****
وفي الختام. هذه الصفحة ممتعة بإذن الله. يسعدني مشاركتكم لهذا الفصل مع جميع أصدقائكم المهتمين بالتعليم الإلكتروني. وجميع طلاب وطالبات الصف الأول الثانوي . وفقنا الله جميعا إلى كل ما يحبه ويرضاه.