سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبابي أبنائي طلاب وطالبات الصف الثاني الثانوي. يسعدني في هذه الصفحة من صفحات موقعنا الماس لتطوير الذات والتعلم الذاتي mr-mas.com أن أقدم لكم قصة وا إسلاماه - الفصل التاسع . وا إسلاماه 9- قطز يؤدى واجب الجهاد مع الجيش المصرى . ضمن منهج اللغة العربية. ترم تانى .
والجميل والجديد في هذا الموضوع بفضل الله هو عرض نص الفصل التاسع من قصه وا اسلاماه مكتوبا مع معاني الكلمات الصعبة بشكل شيق وجذاب. بحيث يتم الضغط على الكلمة وذلك للتوصل للمعنى أو المضاد أو المفرد أو الجمع وذلك للكلمة الملونة باللون الأحمر . وكذلك تم تحويل الفصل إلى سؤال وإجابة للتمكن من تحليل كل النقاط المهمة في الفصل 9- قطز يؤدى واجب الجهاد مع الجيش المصرى من قصه وا إسلاماه .
نبدأ أولا بفيديو لملخص الفصل التاسع بالرسوم المتحركة (الكارتون cartoon) . اضغط هنا على هذا الرابط لبدء تشغيل فيديو الفصل التاسع من قصة وا اسلاماه. ضمن منهج تانيه ثانوي ترم تاني .
****************
نفي الشيخ العز:
خفى الصالح إسماعيل من الشيخ ابن عبدالسلام وأنصاره فرأى أن يطرده من بلاده؛ ليكفى شرة، فنفاه، وقبض على ابن الزعيم ففرض عليه غرامة كبيرة. وصادر بعض أملاكه، ثم أطلقه لقوة شيعته (أنصاره)، وقبض على من سواه ممن صح (ثبت وقوي) لديه انتماؤه (صلته وانتسابه) إلى الشيخ ابن عبدالسلام، فسجن بعضهم ونفى بعضا، وصادر أموال بعض.
تكريم الشيخ العز فى مصر :
وكان يوم خروج الشيخ بأهله من دمشق يوما مشهودا. شيعه (ودعه, والمضاد استقبله) أهلها فيه بالبكاء والنحيب (البكاء بصوت عال والمضاد القهقهة). فسار يقصد مصر فعرج (مال) على الكرك، فأقام بها أياما عند صاحبها الملك الناصر داود. استطاع في خلالها أن يقنعه بتأييده فى الخطة التى يسعى لتحقيقها.
ولما قدم الشيخ ابن عبد السلام إلى مصر أكرمه الملك الصالح أيوب، وولاه خطابة جامع عمرو، وولاه قضاء مصر والوجه القبلي، فوجد الشيخ مجالا كبيرا للعمل، وأخذ يحث الصالح أيوب عن كثب (قرب) على التعجيل بقتال الصالح إسماعيل وأحلافه الصليبيين.
ندم الصالح إسماعيل على نفى الشيخ العز:
وبلغ الصالح إسماعيل اتفاق الناصر داود مع صاحب مصر بسعى ابن عبدالسلام، فندم على أن نفاه من بلاده، وكان قد طابت نفسه واستراح باله بعد رحيل الشيخ ابن عبد السلام وتبدد (تفرق والمضاد تجمع) شمل أنصاره فاستقرت له الأحوال بدمشق، وظن أن الثورة التى أشعلها الشيخ ابن عبدالسلام في قلوب المؤمنين من أهلها قد انطفأت ولم يبق إلا رمادها، وما علم أن جذوتها (جمرتها الملتهبة) باقية تحت الرماد تنتظر ريحا تكشف عنها، فإذا هى حمراء ملتهبة، على أن اطمئنانه لم يدم طويلا إذ سرعان ما عصف (اشتد) به ما بلغه من اتفاق صاحب الكرك مع عدوه صاحب مصر.
حزن ابن الزعيم و قطز على رحيل الشيخ:
أما السيد ابن الزعيم فكان قد حزن لرحيل صديقه وشيخه ابن عبد السلام عن دمشق، ولولا اشتباك مصالحه بها وارتباطه بعشيرته (أهله) العديدين فيها للحق به في مصر، على أنه تعزى بما أصابه الشيخ في طريقه إلى مصر هن النحاح في التوفيق بين صاحبها وبين الناصر داود، وبما لقيه من الحفاوة (التكريم) والتكرمة عند الصالح أيوب. وخفف من ألمه أيضا أن في بقائه بدمشق ما يمكنه من القيام بعمل من الأعمال يعود بالخير على الفكرة التي تعاون مع الشيخ على الجهاد في سبيلها.
ولم يكن قطز بأقل حزنا من سيده لفراق الشيخ، وكان أشد أسفه على تلك الأيام السعيدة التى تردد فيها على الشيخ في معتقله حين كان يقوم بالوساطة بينه وبين أنصاره متنكرا فى زى الحلاق، فقد نعم فيها بخلوات جميلة معه أفاض (أكثر) عليه فيها من نفحاته (بركاته) وأسراره، وأقبسه (أعطاه، وأمده) من أنواره. ونفث (نفخ) فيه من روجه، وأفاده من واسع علمه ما ملأه حكمة ويقينا، وبصيرة فى الدين، ومعرفة بالحياة، وغراما بالجهاد فى سبيل الله.
أثر الشيخ العز فى حياة قطز:
ولو لم ينل فيها من الشيخ إلا الدعوتين العظيمتين اللتين دعا بهما له: "اللهم حقق رؤيا عبدك قطز كما حققتها من قبل لعبدك ورسولك يوسف الصديق عليه وعلى آبائه السلام"، والثانية الأحب إلى نفسه : "اللهم إن فى صدر هذا العبد الصالح مضغة تهفو إلى إلفها فى غير معصية لك، فأتم عليه نعمتك، واجمع شمله بأمتك التى يحبها على سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم"- لكفتاه. وكان قطز يحفظهما عن ظهر قلب ويعتز بهما، وكثيرا ما كان يدعو بهما فى أثناء صلاته أو بعدها، إلا أنه كان يحذف من الدعوة الثانية كلمة الصالح، وكان لا يخالجه (يداخله، ويخالطه) شك فى أن الله استجابهما من الشيخ وكلما تذكر منظره حين دعا بهما، وتوجهه إلى ربه وإخلاصه الدعاء، ازداد يقينا بقبولهما وإيمانا، فقد شعر عندما انطلقتا من فم الشيخ بأنهما اخترقتا حجب السماوات السبع وتردد صداهما (رجع الصوت) فى جنبات العرش فلا غرو (عجب) أن تبدل حال قطز منذ دعا له الشيخ، فأضحى شديد الثقة بنفسه، مبتهج الخاطر فى يومه، قوى الرجاء فيما يدخره (يحتفظ به) له الله فى غده من شرف الملك وسعادة الحب وأى شرف فى الدنيا أعظم من ملك مصر؟ وأى سؤدد (مجد، وشرف، المضاد هوان) أكبر عند الله وأحب إلى نفسه من هزيمة التتار؟ ثم أي سعادة فى الحياة أحلى فى قلبه من لقاء حبيبته جلنار؟! قد تعلم من الشيخ أن النعمة لا تدوم إلا بالشكر، فإذا كان هذا حال النعمة الراهنة (القائمة، والحالية)التى في قبضة اليد، فما ظنك بالنعمة المنتظرة التى هى بعد في ضمير الغد، فليشكر نعمة الله التى يتقلب فيها (ينعم بها). ليزيده النعمة النى ينتظها ويرجوها، وأساس الشكر التقوى، وملاك (أساس، وقوام) التقوى الجهاد فى سبيل الله. جهاد النفس بكفها (بمنعها) عن الآثام وردعها عن الشهوات، وجهاد العدو بدفعه عن بلاد الإسلام.
قطز يستأذن سيده فى الرحيل إلى مصر:
دخل قطز على سيده يريد أن يأخذ رأيه فيما عزم عليه فقال له: "يا سيدى يا أعزالناس على، إنك فى غنى عن خدمتى، وما اشتريتني، ولا استبقيتنى إلا لمنفعتى، وقد رأيتك لا يعرض لك أمران في أحدهما مصلحتك، وفي الأخر مصلحة المسلمين، إلا آثرت (فضلت) ما فيه مصلحة المسلمين على ما فيه مصلحتك، فلو أذنت لي فخرجت أقاتل في سبيل الله مع جيش مصر لرجوت أن أبلى فيه بلاء حسنا، فإنى أجيد الطعان والضراب وأحين الركوب والرماية، وقد نشأنى خالى - رحمه الله - على الفروسية منذ صباي.
خطة ابن الزعيم لهزيمة الصالج اسماعيل :
فقال ابن الزعيم وقد اهتز طربا لما رأى من حماسة مملوكه للجهاد : "مرحى يا قطز، مرحى يا سليل (ابن) خوارزم شاه ! هذا والله دم الجهاد يثور (يغلى، ويفور المضاد يهدا، ويسكن) في عروقك، وما يكون لى أن أخمده (أطفئه،المضاد أشعله)، ولكنى أرى أن تقوم بما هو أنفع للمؤمنين، وأنكى (أشد، وأفظع) للعدو من إلحاقك بمصر لتزيد عدد جيشها رجلا واحدا. وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحرب خدعة. فإذا ضح عزمك على بيع نفسك لله ابتغاء لمثوبته وخدمة لدينه، فأضغ لما أقوله واتبع ماأرشدك للقيام به : "اخرج فى غمار (داخل) جيوش الصالح إسماعيل كأنك واحد منهم، حتى إذا تصاف الفريقان. فصح بأعلى صوتك في الفريق الذى أنت فيه بأن جيش الملك الصالح أيوب إنما يقاتل الصليبيين الكفار. وأن جيش الصالح إسماعيل إنما خرج مع الكفار لقتال المسلمين، ثم أهب (حث) بالمسلمين من جيش الصالح إسماعيل أن ينحازوا لإخوانهم؛ ليقاتلوا جميعا أعداءهم الكفار، وتقدم فانحز أنت وجماعتك الذين سأبعثهم معك من إخواننا المخلصين، فسينحاز الباقون معكم وتدور الدائرة(تحل الهزيمة) على هذا الملك الخائن وأحلافه (أنصاره) الفرنج إن شاء الله".
فقال قطز وقد اقتنع بسداد (صواب) رأي مولاه: "رأيك الرأى يا مولاي، أنا عبدك سأصدع بأمرك (سأستجيب لك).
قال سيده : "إنما أنت ابنى وسأفخر بك ما حييت. ولكن حذار يا بني أن يتسرب (ينتشر، ويذيع، المضاد يكتم، ويخفى) منك هذا السر إلى أحد فان للصالح إسماعيل عيونا وجواسيس فى كل مكان".
فقال قطز: "اطمئن يا سيدى فلن أخبر به أحدا". وأراد ابن الزعيم أن يضرب لمملوكه مثالا فى كتم السر. فسأله: "ما رأيك فى صديقك الحاج علي الفراش، أكتوم للسر هو وأمين عليه ؟ ".
فأجابه غير مدرك ما رمى إليه السيد بسؤاله : "أجل يا مولاى إنه كتوم أمين".
فبدره السيد قائلا : "فاكتم هذا السر عنه أيضا، واعلم أن عدوك لا يفشى سرك، وإنما يفشيه الصديق، أفهمت مرادى يا قطز؟". فقال قطز: "نعم يا سيدى فهمت، ولك على عهد الله أن يقطع لساني، ولا أبوح بهذا السر لأحد، ولا للحاج علي الفراش".
معركة صحراء البلقاء :
وتكاملت جيوش الملك الصالح إسماعيل، ووردت إليه عساكر حمص وحلب، وجاءته كتب حلفائه الفرج بأنهم على أهبة (استعداد) للمسير لنجدته، فخرج بعساكره من دمشق، وسار حتى نزل بنهر العوجاء، فبلغة أن الناصر داود قد سبقه إلى البلقاء ليقطع عليه الطريق حتى يأتيه الجيش المصري الذى كان في طريقه إلى الشام فسار إليه الصالح إسماعيل وحمل عليه بعساكره، فلم يثبت لهم جيش الناصر لقلة عددهم، وانهزم الناصر إلى الكرك، واستولى الصالح على أثقاله (معداته)، وأسر جماعة من أصحابه، وعاد إلى العوجاء وقد قوى ساعده (ذراعه ما بين مرفقه وكتفه)، واشتدت شوكته (بأسه، وقوته)، وكان قطز وجماعته مندسين (مختبئين) فى غمار الجيش لا يعلم بأمرهم أحد ولم يصنعوا شيئا، ينتظرون الجيش المصرى وخروج الفرنج للقائه.
معركة تل العجول :
وسار الصالح إسماعيل حتى وصل إلى تل العجول حيث توافدت عليه جيوش حلفائه الفرنج من مختلف بلاد الساحل فانضموا إليه، وأقاموا جميعا متربصين (منتظرين) قدوم الجيش المصرى ليناجزوه (يبدءوه بالقتال) القتال.
وأقبلت طلائع (مقدمة الجيش) الجيش المصري، فندب الصالح جيوشه للقتال ووضع جيش الصليبيين على ميمنته، وعساكر حمص وحلب على ميسرته، وجيش دمشق فى القلب، وكان هو عليه ولما تواجه الجمعان لم يشك الصالح إسماعيل وحلفاؤه الفرنج في أن النصر سيكون لهم لما رأوا من قلة الجيش المصري، ورأى رجال الجيش المصري أنفسهم أنهم قد أضاعوا الفرصة إذ جاءوا بعد انهزام الناصر داود، فضعف رجاؤهم في النصر، واضطروا إلى الثبات ليشاغلوا عدوهم ريثما تأتيهم الإمدادات.
والتحم القتال، وكاد المصريون ينهزمون، وإذا بصوت يرتفع من صفوف الشاميين بين القلب والميسرة: "يا أهل الشام حى (اسم فعل أمر بمعنى أقبل، وعجل) على النصر، حي على الشرف !".
فما شك عساكر الشام فى أنه يحرضهم على قتال المصريين، فتحمسوا له، وإذا الصوت يرتفع ثانيا: "يا أهل الشام : اتقوا الله فى أنفسكم لا تعرضوها لغضب الله، إن أهل مصر إنما جاءوا ليقاتلوا أعداءكم الصليبيين، وأنتم تقاتلون إخوانكم المسلمين فقاتلوا جميعا أعداء الله وأعداء الشام ومصر، قاتلوا الصليبيين !".
ولم يكد قطز يتم كلمته حتى مرق (خرج مسرعا، المضاد رجع) من صفوف الشاميين وتبعته جماعته إلى صفوف المصريين. فلما لبث الشاميون أن تسللوا من صفوفهم في القلب والميسرة وانحازواإلى المصريين، حتى لم يبق مع الصالح إسماعيل إلا شراذم (جماعة قليلة) قليلة من حثالة (ردىء) جيشه.
وقد ظن المصريون أول الأمر أنها خدعة يراد بها تطويقهم (حصارهم) فتقهقروا قليلا ريثما يتبينون حقيقة الأمر، ولكن قطز أدرك ما ساور (داخل، وخالط) المصريين من الشك فتدارك الموقف إذ دفع جواده إلى ميسرتهم للقاء الصليبيين، وأشار للشاميين فتبعوه، فأخذ يقاتل بهم الفرج فعندئذ تحقق المصريون أن الأمر ليس بخدعة، فجمعوا صفوفهم وتقدموا إلى القتال جنبا إلى جنب مع إخوانهم الشاميين، فأوقعوا بالفرج وقتلوا عددا كبيرا، وانهزم جيش الصالح إسماعيل ومن بقى حيا من رجاله فلحقوا بدمشق.
وعاد المصريون إلى بلادهم منتصرين وساقوا أسرى الفرج معهم، وتفرق إخوانهم الشاميون، فمنهم من سار معهم إلى مصر، ومنهم من لحق بغزة التابعة لمصر، ومنهم من لحق بالكرك عند الناصر داود.
البحث عن قطز:
أما قطز، فقد التمسه المصريون عقب انتهاء المعركة ليحتفلوا به، ويعرفوا له ما صنع، كما فعلوا بغيره من إخوانهم الشاميين ولكنهم لم يجدوه. فظنوا أنه قتل في المعركة، فبحثوا عنه في القتلى فلم يقفوا له على أثر وقد سألوا الشاميين عنه، فلم يعرفه منهم أحد حتى النفر (الجماعة من الناس وتكون من ٣ إلى ١٠) الذين انحازوا (انضموا) معه في البداية قالوا: "لا نعرفه"، وقد صدقوا فى هذا؛ لأن السيد ابن الزعيم لما ندبهم للخروج قال لهم : "إنكم ستسمعون رجالا من أنصارنا المخلصين يصرخ داعيا للانحياز، فأتبعوه"، ولم يسم لهم ذلك الرجل.
فاختلفت آراء القوم فيه، وتردد القول بينهم بأنه روح من أرواح المجاهدين الأولين قد ظهر للناس، ليوحد كلمة المسلمين، ورجح بعضهم أنه روح صلاح الدين الأيوبى، ولم يجزم بأنه رجل من الأحياء - وإن كانوا يجهلون اسمه - لا روح من الأرواح إلا أولئك النفز الذين بعثهم ابن الزعيم؛ لينحازوا معه، ولكنهم كتموا اتفاقهم مع ابن الزعيم عن الناس جميعا لئلا يصل خبره إلى الصالح إسماعيل فيبطش بصاحبهم. فتركوا القوم يهيمون (يتحيرون، ويضطربون) ما شاءوا فى أودية (طرق) الظنون.
ولم يعلم حتى هؤلاء النفز أين ذهب قائدهم المجهول إذ انسل (خرج فى خفية) من بينهم خفية حينما رأى انهزام الصليبيين وفرار الصالح إسماعيل ورجاله، فعطف جواده (حوله) ودفعه مشرقا فانطلق به كالسهم لا يلوى على شيء (لا ينتظر شيئا) إلى أن ابتعد عن الميدان، فمضى يطوى (يقطع، ويجتاز) الأرض طيا حتى وصل إلى الكرك، فقصد إلى الناصر داود فبشره بانهزام الصالح إسماعيل وأحلافه الفرنج فأكرمه الناصر وخلع عليه (كافأه، وأهداه ثيابا) وهو لا يعلم عنه شيئا إلا أنه أحد الشاميين الذين انحازوا إلى المصريين قد بعثوه بشيرا بالنصر.
عودة قطز إلى دمشق :
ولما انصرف من عند الناصر وخرج على جواده من باب المدينة. تردد حينا أى صوب (جهة) يتوجه ؟ فقد اشتد به الشوق إلى مصر وعظم حبها فى قلبه وأحس أنها وطنه المختار دون سائر بلاد الأرض، وقوى ميله إلى التعجيل بالسفر إليها لولا أنه تذكر سيده ابن الزعيم بدمشق فعز عليه أن يتوجه إلى مصر بغير إذنه. وشعر أنه إن فعل ذلك كان كالعبد الآبق (الهارب) من سيده، وهو وإن كان يعلم حب سيده له، وإيثاره (تفضيله) مصلحته على مصلحة نفسه، إلا أنه لا يرى من الصواب أن يبت في مثل هذا الأمر الخطير قبل أن يستأذنه، ويحصل على موافقته، وما لبث أن لوى عنان (لجام) جواده متوجها تلقاء دمشق.
هدف قطز من الرحيل إلى مصر:
فرح السيد ابن الزعيم برجوع مملوكه سالما إليه ، وأثنى على كفايته في تأدية المهمة التى كلفه القيام بها، فشكره قطز قائلا : "إن الفضل فى ذلك يرجع إلى سيده لما أحسن من تربيته، وغرس فيه من حب العمل الصالح"، ثم عرض عليه ميله إلى الرحيل إلى مصر؛ ليلتحق فيها بخدمة الملك الصالح أيوب لعله يستطيع أن يقوم فيها بعمل يرضي الله، ويخدم به الإسلام تحت إرشاد شيخه ابن عبد السلام فقال له سيده . "إنه لا يسعه إلا أن يأذن له بذلك وإن كان فراقه عزيزا عليه "، وعرض عليه أن يكتب له بعتقه ، فرجاه قطز ألا يفعل ، وتوسل إليه أن يبعث معه من يبيعه لسلطان مصر فينتظم بذلك في سلك مماليكه، فلم يصعب على ابن الزعيم فهم مراده. إذ كان يفهم ما يجول في خاطر مملوكه الشاب، وما يحلم به من الصعود إلى المناصب العالية في مصر، وهو يذكر رؤياه العظيمة، وما أوحت إليه من الطموح إلى الملك؛ ليحقق به أمله في الحكم الصالح، ولا ينسى دعوة الشيخ ابن عبد السلام له بأن يحقق الله أمله هذا العظم وأمنيته في لقاء حبيبته المالكة عليه لبه (عقله)، ولا يستبعد ابن الزعيم نفسه أن يبلغ هذا الشاب القوي الأمين ما يطمح إليه ، لما عرف فيه من الخلال (الصفات) التى تؤهله (ترشحه) لما يريد.
وداع حار بين ابن الزعيم وقطز:
وما هى إلا أيام حتى تجهز قطز للمسير فودعه سيده بدموعه الحارة، وتعانقا عناقا طويلا، بث كلاهما فيه ما يكنه (يخفيه، المضاد يظهره) للآخر، واشتجرت (تداخلت، وامتزجت) فيه عواطف الحب والحنو بعواطف الولاء وعرفان الجميل.
وسيرابن الزعيم معه خادمه الأمين الحاج عليا الفراش؛ ليرافقه ف الطريق، وليبيعه في مصر للملك الصالح أيوب، ولا يبيعه لأحد غيره، وأوصاه أن يقدم ثمنه لصديقه الشيخ عز الدين بن عبد السلام يتصرف فيه كما يشاء.
وقبل أن يغادر الرفيقان درب (طريق) القصاعين بدمشق التفت قطز فألقى نظرة على قصر سيده ابن الزعيم، ثم ألقى نظرة أخرى على قصر مناوح (مجاور) له قد خيم عليه السكون، وسادت فيه الوحشة وكانت له في كل شرفة من شرفاته ذكرى مع حبيبته جلنار ولما خرجا من باب المدينة وجازا (مرا، وتركا) رياض (بساتين، وحدائق) الغوظة الغناء (كثيرة الأشجار)، جعل قطز يقول: " ما أقصاك (أبعدك، المضاد أدناك) علينا يا دمشق !! وما أدناك (أقريك) منا يا مصر!".
مناقشة الفصل التاسع من قصة وا إسلاماه
- وقبض على ابن الزعيم وفرض عليه غرامة كبيرة وصادر بعض أملاكه ، ثم أطلق سراحه ؛ خوفاً من قوة أنصاره ، وقبض على باقي أتباع الشيخ فسجن بعضهم ونفي بعضهم وصادر أموال البعض .
- يدل على الخيانة وعدم الانتماء وقلة شعوره بالتبعة (المسئولية) الملقاة على عاتقه.
- حينما بلغ الصالح إسماعيل نبأ اتفاق الناصر داود مع صاحب مصر بسعي ابن عبد السام ندم على أنه نفى (أبعد) العز بن عبد السلام ، وتمنى لو أنه كان قد أبقاه في سجنه .
- طلب منه التعجيل (الإسراع) بقتال الصالح إسماعيل وأحلافه الصليبين.
- ولمْ يلحق به لاشتباك مصالحه بدمشق ، ولارتباطه الشديد بعشيرته (أهله) الكبيرة .
- وكان عزاؤه ما حققه الشيخ العز ابن عبد السلام من نجاح في التوفيق بين الملك الصالح أيوب مع الملك الناصر داود ، وأن بقاءه في دمشق قد يحقق المبادئ التي اتفق عليها مع الشيخ .
ما المبادئ التي اتفق عليها مع الشيخ ؟ أجب بنفسك
2 - نعم بخلوات (عزلة ، انفراد) مع الشيخ أفاض عليه فيها من نفحاته (بركاته) وأسراره وأقبسه (أعطاه) من أنواره .
3 - استفاد منه كثيراً كما ملأه حكمه ويقينا وبصيرة في الدين ومعرفة بالحياة وغراماً بالجهاد في سبيل الله كما دعا له بدعوتين كان لهما أثر كبير في نفسه .
- وقد دعا له الشيخ بدعوتين : " اللهم حقق رؤيا عبدك قطز كما حققتها من فبل لعبدك ورسولك يوسف الصديق عليه وعلى آبائه السلام " ، والثانية : " اللهم إن في صدر هذا العبد الصالح مضغة (أي قلب) تهفو إلى إلفها (صديقها الحميم ، حبيبها) في غير معصية لك ، فأتمم عليه نعمتك ، واجمع شمله بأمتك التي يحبها على سنة نبيك محمد - -
- قابل ابن الزعيم هذا العزم بالاستحسان (مرحى يا قطز ، مرحى يا سلسل خوارزم شاه) ، ولكنه كان له رأي أن الحرب خدعة كما قال الرسول - - وأنه أنفع للمؤمنين أن ينضم قطز إلى جيوش الملك الصالح إسماعيل الخائن كأنه واحد منهم ، حتى إذا تصادف الجيشان يخرج قطز من جيش الشام وينادي بأعلى صوته أن جيش مصر إنما يقاتل الكفار الصليبين ، بينما جيش الشام يناصر الكفار ويقاتل المسلمين ثم ينضم ومن معه من أتباعه إلى جيش مصر فيحذو حذوهم (يقلدهم) الكثير من جيش الشام ، وبذلك يضعف جيش الصالح إسماعيل وأحلافه الفرنج إن شاء الله .. فوافقه قطز على هذا الرأي .
- لأنه لا يفشي سرك العدو وإنما يفشيه الصديق ، كما أن للصالح إسماعيل عيوناً وجواسيس في كل مكان.
- لما أحس قطز بشك المصريين تدارك الموقف ، ودفع جواده إلى ميسرتهم تجاه الصليبيين ، وتبعه الشاميون ، وقاتل بهم الفرنج ، وبهذا تحقق المصريون من أن الأمر ليس بخدعة ، فتجمعوا وتقدموا وانتصروا .
مَن هؤلاء النفر ؟ ومن قائدهم ؟ ولماذا طلب منهم ابن الزعيم أن يكتموا اتفاقهم معه ؟
- قائدهم : قطز .
- وقد كتموا اتفاقهم كما طلب ابن الزعيم لئلا يصل خبره إلى الصالح إسماعيل فيبطش بهم ، كما أن كتمان السر يساعد على النصر" .
***************
وفي نهاية رحلتنا مع هذه الصفحة الممتعة بإذن الله. يسعدنا مشاركتكم لهذا الفصل مع جميع أصدقائكم المهتمين بالتعليم الإلكتروني. وجميع طلاب وطالبات الصف الثاني الثانوي علمي أو أدبي . وفقنا الله جميعا لكل ما يحبه ويرضاه.