سلام الله عليكم أحبابي ورحمة الله وبركاته وأبنائي طلاب وطالبات الصف الأول الثانوي. يسعدني في هذه الصفحة من موقعنا الذي يهدف إلى نشر العلم النافع وبالمجان الماس لتطوير الذات والتعلم الذاتي mr-mas.com أن أقدم لكم قصة أبو الفوارس عنترة 14- إقامة كريمة . ترم تانى . ضمن منهج اللغة العربية.
نبدأ أولا بفيديو لملخص الفصل الرابع عشر بالرسوم المتحركة (الكارتون cartoon) . اضغط هنا على هذا الرابط لبدء تشغيل فيديو الفصل الرابع عشر من قصة أبو الفوارس عنترة بن شداد. ضمن منهج أولى ثانوي ترم ثان.
***
مكانة عنترة عند النعمان:
بقى عنترة في الحيرة سنين لم يحسبب (يظن) أنه سوف يقضيها بها، ولقي عند النعمان فى أثنائها مكانة (منزلة) لم يكن يحلم أن الأقدار تجرى بها، وحاز (جمع، وملك) من الغنى ما لم يكن يخطر بباله (بخاطره)، وبلغ من المجد (النبل، والشرف، المضاد الخسة، والضعة) ما لم يبلغه أحد من سادة القبائل.
أقام تلك السنين فى جوار صديقه الفارس أبى الحارث صاحب النعمان، وقد أنس إليه منذ عاشره، وكان أبو الحارث يطرب لسماع شعره، فلا يكاد يخلو منه مجلسه إلا إذا سار في كتيبة إلى غزوة من الغزوات، فإذا عاد لازمه في غدواته (وقت ما بين الفجر وطلوع الشمس) وروحاته (وقت ما بين زوال الشمس إلى الليل) وفي أماسيه (وقت المساء، المضاد أصبوحة) ولياليه.
عنترة يتذكر ماضيه:
وكان عنترة بين حين وحين ينظرإلى خلفه، ويذكر أيامه الخالية كما ينظر الواقف فوق رأس الجبل إلى الوادى البعيد الذى يراه دونه عند الأفق، فيراه غائما غامضا (خفيا، المضاد واضحا)، يحيط به الضباب (السحاب الذى يغشى الأرض كالدخان)، ولا تبدو منه إلا أشباح ضئيلة، تتحرك خافتة، مثل أشباح الجن التى طالما ظهرت له أثناء تجواله فى ليل الصحراء، ولكنه كان يرى فى ثنايا ذلك الماضى الجاهم (العابس، والكريه) صورة حبيبة لم تستطع الأيام أن تمحوها، صورة عبلة التى وهب لها قلبه، وجعل فيها مناط (موضع التعليق) أمله، وكان لا يفتأ (لا يزال) يتذكر كيف رحل (سار، ومضى) من وطنه يطلب مهرها الغالى، وكيف دفعه ذلك الحب اليائس إلى اقتحام المهالك حتى جرفته المقادير.
عنترة سفاك للدماء:
فأقام بالحيرة هذه المدة الطويلة، وضرب في آفاق العراق وفارس، وحل (نزل، وأقام) فى قصور كسرى، وقاتل مع أقوام لم يرهم من قبل، وحارب أقواما آخرين لم يكن بينه وبينهم عداوة، بل لم يخطروا له من قبل على بال، فحارب فى سبيل النعمان تارة أو في سبيل كسرى تارة، كأنه قد أصبح رجلا صناعته سفك الدماء، وكان كلما تأمل ذلك الزمن الماضى، أحس شيئا فى صدره يشبه الثورة والحنق، فإنها الأقدار أقحمته (أدخلته) فى عواصفها (شدتها)، وهو مرغم (مجبر) لا يكاد يستطيع منها انفلاتا (تخلصا، ونجاة).
رق بنى عبس أهون من رق النعمان:
فما كان مقامه عند النعمان ومحاربته أعداءه، بأقل فى نظره من الرق وإن كان رقا تحيط به هالة (دائرة حول القمر، المراد أضواء، أو زخارف) كاذبة من زخرف (زينة) الحياة. وكان كلما فرغ (خلا) إلى ذكريات حياته الأولى، بدا (ظهر، المضاد خفى) له رقه الأول أهون (أخف) قيدا، وأخف ذلا (ضعفا، ومهانة، المضاد عزة)!! كان من قبل يغضب؛ لأنه كان عبد شداد وابن زييبة، ولكنه كان لا يحارب إلا لقومه؛ لكي يحمي حرمهم (ما لا يحل انتهاكه)، ويدفع الأذى (الضرر غير الجسيم) عنهم، كان يحارب؛ ليحمى عبلة وقومها. ويحوز الغنائم؛ لكى يتفضل عليهم بها، ويشفى بإدراك الثأر من العدو؛ لكى يهتفوا باسمه قائلين: "ويك (اسم فعل مضارع بمعنى أتعجب) عنتر أقدم .
كان يحارب من أجل عبلة وقومها، لا من أجل هذه الأموال، التى كان النعمان يغدقها عليه (يفيضها عليه)، وهذا المجد الذى كان يلقيه إليه أجرا على ضربات سيفه.
عنترة يضيق بالإقامة فى الحيرة:
وأخذ يحس الملل يدب (يتطرق) إليه شيئا فشيئا، ووجد أن ذكرى أرض الشربة تعاوده بين حين وحين، فلا يكاد يمر به يوم بغير أن تتحرك شجونه (أحزانه، وهمومه،المضاد أفراح)، فإذا خلا إلى نفسه بعد زحمة اليوم جاشت (تحركت، وثارت، المراد كثرت) همومه، وساورته (غالبته) حتى جعلت الحيرة تصغر (تحقر،والمضاد تعظم) في عينيه وتضيق به.
وهانت عنده الأموال التى حازها (ملكها) والجواهز التى ازدحم بها منزله، وخيل إليه أن تلك الإبل وتلك النوق العصافير التى تعد بالألوف تثقله، وتقعد به عن العودة إلى موطن (مقر، ومكان إقامة) سعادته. فاستأذن النعمان مرة بعد مرة فى السفر، ولكنه كان يدافعه، ويتمسك به حتى بلغ الضيق منه مبلغ التبرم (الضيق، والسأم، والضجر،المضاد الرضا)، فأشفق عليه صديقه أبو الحارث، فشفع (توسل) له عند الملك حتى أذن (سمح) له بالعودة إلى وطنه، وما كاد يأذن له حتى سارع إلى الاستعداد، وانتظر بقلب واجف (خافق مضطرب) يوم الرحيل.
وداع حار بين عنترة وأبى الحارث:
وأعد له أبو الحارث مأدبة (طعام يصنع لدعوة) في ليلة الوداع (تشييع المسافر، المراد الرحيل) واجتمع له فيها شيوخ الحيرة وفرسانها، وكانت مأدبة صاخبة وشارك عنترة بإنشاده من شعره، وألقى قطعا منه للفتيات يغنين بها حتى مضى (ذهب) أكثرالليل، وذهب الضيوف، ولم يبق فى المجلس مع عنترة إلا صاحب (مالك) الدار.
فقال عنترة : " لئن شكرتك يا أبا الحارث فلست بقادر على أن أوفيك حقك"، ثم فتح ذراعيه، وعانقه عناقا طويلا. فقال أبو الحارث : "لئن كان فى أيامنا مدة فإن أمنيتى أن أراك". فأجاب عنترة : " ولئن تفرقنا فلقد عرفت فيك كيف يكون الصديق، لقد علمتنى فى الحياة معنى جديدا يا أبا الحارث". ثم صافحه، ومضى خارجا، وخرج صديقه يشيعه (يودعه) صامتا إلى المربد (الفضاء المتسع يستخدم مناخا للإبل) فى الفضاء(ما اتسع من الأرض) الفسيح (الواسع،المضاد الضيق).
مناقشة الفصل الرابع عشر من قصة عنترة بن شداد
****
وفي الأخير أرجو من الله أن يحوز هذا المجهود استحسانكم. فإذا نال استحسانكم فمن المؤكد أنكم لن تبخلوا على أحبابكم بمشاركة هذا الموضوع. وفقنا الله جميعا لكل خير. مشاركتكم تدعمنا للاستمرار من أجلكم.