أسعد الله أوقاتكم أبنائي وأحبابي زوار ومتابعي موقع الماس لتطوير الذات والتعلم الذاتي mr-mas.com . موعدنا اليوم مع خلاصة مجهود متواصل لتقديم أفضل وأسهل شرح لدرس الأسلوب الإنشائي والخبري . وهو الدرس الأول من دروس البلاغة للصف الثاني الثانوي . الفصل الدراسي الثاني. ويضم هذا الدرس الاسلوب الإنشائي الطلبي وغير الطلبي والأسلوب الخبري والأغراض البلاغية لكل نوع وكيفية تحديد الغرض البلاغي.
والجميل بإذن الله في هذا الموضوع هو وجود اختبارات الكترونية ضمن خدمة اختبارات الماس الإلكترونية. والتي تمتاز عن غيرها من الاختبارات بأنها يتم تصحيحها في نفس اللحظة مع تقديم التغذية الراجعة في حالة الاختيار الخطأ.
من الأساليب البلاغية: الأسلوب الإنشائى والأسلوب الخبرى ، ولكل منهما دلالته وغرضه.
الأسلوب الخبرى : يحتمل فيه الصدق أو الكذب. ما لم يكن من أنواع الأسلوب الإنشالى فهو خبري. مثل: خير الكلام ما قل ودل.
الأسلوب الإنشائى: لا يحتمل فيه الصدق أو الكذب. مثل قوله تعالى: {يأيهاالناس اعبدوا ربكم}. وله نوعان:
أسلوب إنشائي طلبي (خمس صيغ): - الأمر. - النهى. - الاستفهام. - التمنى. - النداء.
أسلوب إنشائي غير طلبى (خمس صيغ): - المدح، والذم. - القسم. - التعجب. - الرجاء (عسى وحرى واخلولق). - كم الخبرية أو رُبّ.
• لكل من الأساليب الإنشائية و الخبرية أغراض بلاغية تختلف حسب السياق، نتعرفها فيما يلى :
1- الأمر :
غرضه الحقيقى: طلب فعل شىء ما على وجه الاستعلاء (من الأعلى مكانة إلى الأقل مكانة)، وله أربع صيغ، وهى :
* فعل الأمر، مثل قوله تعالى : {اقرأ باسم ربك الذي خلق}.
* المضارع المقرون بلام الأمر. مثل قوله تعالى : {لينفق ذو سعة من سعته}.
* اسم فعل الأمر، مثل قوله تعالى: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}.
* المصدر النائب عن فعل الأمر، مثل قوله تعالى : {وبالوالدين إحسانا}.
من الأغراض البلاغية للأمر :
النصح والإرشاد: إذا كان الأمر فيه فائدة للمخاطب، مثل قول الإمام على : واحذر مصاحبة اللئيم فإنه * يعدى كما يعدى الصحيح الأجرب. ومثل: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم, شاور سواك إذا نابتك نائبة.
الدعاء في الأمر: إذا كان الأمر من العبد إلى الله، مثل دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام ربه فى قوله تعالى : {ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم}. ومثل: قوله تعالى: {رب اشرح لي صدري ويسر لي أمرى}.
الرجاء في الأمر: إذا كان الأمر من الأدنى إلى الأعلى فى المكانة؛ لطلب حاجة، مثل قول الوصيفة شرميون تترجى الملكة كليوباترا : فاغفرى جرأتى، فـيا رُب ذنب * يتعب العذرُ فيه، مهدت عذرى . يا والدي ادع لي بالتوفيق.
الالتماس : إذا كان الأمر بين شخصين متساويين فى المكانة، وليس لنصح بل لطلب حاجة. مثل قول أبى تمام ملتمسا من صاحبيه أن يتأملا جمال الأرض فى فصل الربيع : يا صاحبى تقصيا نظريكما * تريا وجوه الأرض كيف تصور . وقول امرئ القيس: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل * بسقط اللوى بين الدخول فحومل.
التمنى في الأمر: إذا كان المأمور غير عاقل، أو كان الأمر صعب التحقيق، مثل قول أبى العلاء المعرى متمنيا الموت يأسا من الحياة : فيا موت زر إن الحياة ذميمة * ويا نفس جدّى إن دهرك هازل. ومثل قول الشاعر: ألا أيها الليل الطويل ألا انجل * بصبح وما الاصباح منك بأمثل.
التسوية أو التخيير: عند تساوى النتيجة فى جميع الحالات، أو تخيير المخاطب بين أمرين بـ (أو). مثل قوله تعالى : {فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم}. ومثل قول المتنبي: عش عزيزا أو مت وأنت كريم * بين طعن القنا وخفق البنود.
التعجيز : إذا كان الأمر بشىء يعجز المأمور عن تنفيذه، مثل قوله تعالى : {وإن كنتم في ريب ممما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله}.
الاستعطاف أو التودد : إذا كان الأمر بغرض التودد للمخاطب. مثل قول العباس بن الأحنف يستعطف محبوبته «فوز»: أزين نساء العالمين أجيبى * دعاء مشوق بالعراق غريب.
التعظيم أو المدح في الأمر: إذا كان الأمر يتضمن إشادة وتمجيد للمخاطب. مثل قول الشاعر مادحا أحد الملوك: أقبل بوجهك مشرقا بساما * فامح الشرور وبدد الآثاما.
التحقير أو التهكم أو السخرية: إذا كان الأمر للتقليل من شأن المخاطب. مثل قوله تعالى : { ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم * ذق إنك أنت العزيز الكريم}. ومثل: فدع الوعيد فما وعيدك ضائري * أطنين أجنحة الذباب يضير؟!
التهديد أو الزجر: إذا كان الأمر يتضمن ما يخيف ويرهب. مثل قوله تعالى : {قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار}. {قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار}.
الحث: إذا كان جو البيت فيه ثورة أو عاطفة ثائرة، مثل: قول البارودي: فيا قوم هبوا إنما العمر فرصة * وفي الدهر طرق جمة ومنافع.
التحسر أو الندم: إذا كان الأمر يتضمن ما يحزن النفس ويؤلمها، مثل قول الشاعر: إبك يا عين فالمصاب أليم * مزقَ القلب والضلوع الحواني.
التوبيخ في الأمر: إذا كان الأمر لعاقل أو غير عاقل بقصد تأنيبه ولومه على فعل شيء، مثل قول المتنبي: أقل اشتياقا أيها القلب ربما * رأيتك تصفي الود من ليس جازيا.
الإباحة: إذا كان الأمر يتضمن إباحة فعل معين، مثل قوله تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر}.
أسئلة مقالية للتدريب على الأمر :
عين أسلوب الأمر، وبين غرضه البلاغى فيما يلى:
بكاؤكما يشفى وإن كان لا يجدى * فجودا، فقده أودى نظيركما عندى.
عش عزيرا أو مت وأنت كريم * بين طعن القنا وخفق البنود.
أرى البين يشكوه المحبون كلهم * فيا رب قرّب دار كل حبيب.
قم للمعلم وفه التبجيلا * كاد المعلم أن يكون رسولا .
ألا أيها الليل الطويل ألا انجل * بصبح وما الإصباح منك بأمثل .
فعش واحدا أو صل أخاك فانه * مقارف ذنب مرة ومجانبه.
قال تعالى : {انظر كيف ضربوا لك الأمثال}.
2- النهي :
غرضه الحقيقى: طلب الكف عن فعل شيء ما على وجه الاستعلاء، وصيغته : المضارع مع (لا) الناهية، مثل قوله تعالى : {ولا تـقولوا على الله إلا الحق}.
من الأغراض البلاغية للنهي :
النصح والإرشاد : إذا كان النهى فيه فائدة للمخاطب، مثل قول أبى العلاء المعرى ينصح مخاطبه ويرشده إلى الابتعاد عن السفهاء : ولا تجلس إلى أهل الدنايا * فإن خلائق السفهاء تعدى. ومثل قول الشاعر: لا تيأسوا أن تستردوا مجدكم * فلرب مغلوب هوى ثم ارتقى.
الدعاء: إذا كان النهى من العبد إلى ربه، مثل دعاء سيدنا نوح عليه السلام لربه فى قوله تعالى : {وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا}. ومثل قوله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}.
الرجاء: إذا كان النهى من الأدنى إلى الأعلى فى المكانة، مثل قول كعب بن زهير يرجو من النبى صلى الله عليه وسلم ألا يحاسبه بأقوال الوشاة : لا تأخذنّى بأقوال الوشاة ولم * أذنب ولو كثرت عنى الأقاويل.
الالتماس: إذا كان النهى بين شخصين متساويين فى المكانة وليس لنصح بل لطلب حاجة، مثل قول إيليا أبى ماضى يلتمس من مخاطبه التواضع وعدم التكبر: يا أخى لا تمل بوجهك عنى * ما أنا فحمة ولا أنت فرقد.
التمني: إذا كان المخاطب غير عاقل، أو كان النهى صعب التحقيق، مثل قول الخنساء تتمنى من عينيها البكاء بشدة حزنا على أخيها : أعينى جودا ولا تجمدا * ألا تبكيان لصخر الندى؟
التوبيخ: إذا كان النهي يقصد به ذم فعل معين أو اعتقاد خاطئ. مثل قول الشاعر يوبخ مخاطبه على اعتقاده الخطأ: لا تحسب المجد تمرا أنت آكله * لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا. ومثل قول الشاعر: لا تنه عن خلق وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم.
التحقير في النهي : إذا كان النهى فيه تقليل من شأن المخاطب، مثل قول الشاعر محقرا مخاطبه على عدم رغبته فى بذل الجهد لبلوغ المجد: لا تطلب المجد إن المجد سلمه * صعب، وعش مستريحا ناعم البال. ومثل قول المتنبي في التحقير من شأن الشعراء: ولا تبال بشعر بعد شاعره * قد أُفسد القول حتى أُحمد الصمم .
التيئيس: غذا كان النهي يحمل معنى فقدان الأمل وانقطاع الرجاء، مثل قوله تعالى : {لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}. {لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون}.
التهديد والتحذير: إذا كان الناهي يفهم في نهيه معنى التهديد بالعقاب، كقول الرجل لخادمه: لا تطع أمري، ولا تقلع عن عنادك.
التحسر والندم: إذا كان النهي يحمل معنى الحزن على شيء مضى، مثل: لا تتوقعي يا نفس أن يعاد الامتحان.
أسئلة مقالية للتدريب على النهي :
عين أسلوب النهى، وبين غرضه البلاغى فيما يلى:
لا تأمنن عدوا لان جانبه * خشونة الصلِّ عقبى ذلك اللين.
يا ليل طل، يا نوم زل * يا صبح قف لا تطلع.
لا تقل لى فى غد موعدنا * فالغد الموعود ناء كالنجوم!
لا تحسب المجد تمرا أنت آكله * لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا.
قال تعالى : {رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين}.
3- الاستفهام:
غرضه الحقيقى : طلب معرفة شىء مجهول، وأدواته :
- حروف : (الهمزة - هل ).
- أسماء: (ما - من - متى - أيان - أين - أنّى - كيف (تأتى أحيانا بمعنى: حالة، وكيفية فلا تعتبر من أسماء الاستفهام، مثل قول أبى تمام واصفا الربيع : يا صاحبي تقصيا نظريكما * تريا وجوه الأرض كيف تصور .) - كم - أى).
من الأغراض البلاغية للاستفهام :
التعظيم: إذا كان الاستفهام فيه إعلاء من شأن المستفهم عنه، مثل قول الشاعر معظما نفسه ورافعا من شأنها : أضاعونى وأى فتى أضاعوا؟ * ليوم كريهة وسداد ثغر.
التقرير : إذا جاءت بعد أداة الاستفهام أداة نفى, أو كانت الإجابة عنه بالإثبات، مثل قول أبى تمام يقرر حقيقة تغير الأشياء نحو الأقبح باستئناء ما يحدث فى فصل الربيع : ولا ترى الأشياء إذ هى غيرت * سمجت وحسن الأرض حين تغير ؟ ومثل قوله تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين}, {أليس الله بعزيز ذي انتقام}, {ألم نشرح لك صدرك}. ومثل: قول مطران: أوليس نزعا للنهار وصرعة * للشمس بين مآتم الأضواء؟ ومثل: قول الشاعر: هل يقوم النبات إلا على جذر؟ * فكل الأحياء مثل النبات.
النفى : إذا صح أن نضع أداة النفى محل أداة الاستفهام واستقام المعنى, أو كانت الإجابة عنه بالنفي، مثل قول مصطفى صادق الرافعى : وما يرفع الأوطان إلا رجالها * وهل يترقى الناس إلا بسلم؟ ومثل: قوله تعالى: {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}. ومثل: قول شوقي: وسلا مصر هل سلا القلب عنها * أو أسا جرحه الزمان المؤسي؟
التمنى : إذا كان الاستفهام يتضمن شيئا صعب التحقيق, ويصح أن نضع ليت مكان الأداة، مثل قول ابن زيدون متمنيا لقاء أحبابه : يا هل أجالس أقواما أحبهم؟ * كنا وكانوا - على عهد - فقد ظعنوا. ومثل: قوله تعالى: {فهل لنا من شفعاء فيشفعون لنا}. ومثل: قول الشاعر: لهفي عليك متى أراك طليقة * يحمي كرامَ حماك شعبٌ راق؟
التوبيخ : إذا كان الاستفهام عن أمر فيه مخالفة لأمر متفق عليه, مثل: قوله تعالى: {كيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله}. ومثل قول أحمد شوقى يوبخ المثقفين على اختلافهم، ويحملهم مسئولية الوضع الاستعمارى آنذاك: إلام الخلف بينكم إلام؟ * وهذى الضجة الكبرى علام ؟
التحقير: إذا كان الاستفهام فيه سخرية واستهزاء بالمخاطب. مثل قول الشاعر محقرا من شأن مخاطبه، فهو يشبه وعيده بطنين الذباب الذى لا ضرر منه: فدع الوعيد، فما وعيدك ضائرى * أطنين أجنحة الذباب يضير ؟ ومثل: قول زهير: وما أدري وسوف إخال أدري * أقوم آل حصن أم نساء؟
الإنكار : إذا أنكر المتكلم على المخاطب قوله أو فعله بشىء من الدهشة أو الرفض، ويكثر الانكار بأداة الاستفهام الهمزة، مثل قول (مطران) على لسان اللغة العربية وهى تنكر على أهلها عدم اعترافهم بفضلها ومكانتها: أنا العربية المشهود فضلى * أأغدو اليوم، والمغمور فضلى ؟!
التشويق في الاستفهام : إذا تضمن الاستفهام ترغيبا فى أمر ما وجذبا للانتباه، مثل قوله تعالى : {هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم}. ومثل: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «هل أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟»
التعجب أو الدهشة: إذا كان الاستفهام يتضمن أمرا فيه دهشة وليس فيه قبح. مثل قول أبى فراس الحمدانى مخاطبا نفسه ومتعجبا من مدى صبره على سلطان الحب : أراك عصى الدمع شيمتك الصبر * أما للهوى نهى عليك ولا أمر ؟! ومثل قوله تعالى: {وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين}. ومثل: قول المتنبي: أبنتَ الدهر عندي كلُّ بنت * فكيف وصلتِ أنت من الزحام؟
التحسر: إذا كان الاستفهام يفيد اللوعة والندم على أمل ضائع (الفقد). مثل قول المتنبى متحسرا على حاله : بم التعلل ؟ لا أهل ! ولا وطن * ولا نديم ! ولا كاس ولا سكن! ومثل: قولنا: يا دار، أين من كان يعمرك ويضيء حجراتك؟
التسوية: تساوى النتيجة فى جميع الحالات، مثل قوله تعالى: {وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون }. {سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر} ومثل: قول الشاعر: ولست أبالي بعد إدراكي العلا * أكان تراثا ما تناولت أم كسبا؟
الاستبطاء: إذا دل الاستفهام على طول المدة الزمنية، مثل قول المتنبى معبرا عن طول فترة السفر ومستبطئا الوصول : حتام نحن نسارى النجم فى الظلم * وما سراة على خف ولا قدم ؟
الحث في الاستفهام : إذا كان الاستفهام يفيد استنهاض الإنسان لفعل معين، مثـل: قوله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله}. ومثل: قوله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}.
التهديد والوعيد: إذا كان الاستفهام لمن يسيء الأدب ولابد من وعيد, مثل: قوله تعالى: {ألم تر كيف فعل ربك بعاد}. ومثل: قول عمرو بن كلثوم: إليكم يا بني بكر إليكم * ألما تعرفوا منا اليقينا؟
أسئلة مقالية للتدريب على الاستفهام :
عين أسلوب الاستفهام، وبين غرضه فيما يلى :
هل تذكرون غريبا عاده شجن * من ذكركم وجفا أجفانة الوسن ؟
ما لى أكتم حبا قد برى جسدى * وتدعى حب سيف الدولة الأمم ؟
أى شىء فى الغرب قد بهر النا * س جمالا ولم يكن منه عندى ؟
قال تعالى : {أم اتخدوا آلهة من الأرض هم ينشرون}.
قال تعالى : {ألا تحبون أن يغفر الله لكم}.
قال تعالى : {أليس الله بأحكم الحاكمين}.
4- التمني:
هو طلب حدوث أمر محبوب لا يرجى حدوثه؛ لسببين :
* لكونه مستحيلا، مثل قوله تعالى : {يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا} (الاستحالة).
* أو لكونه ممكنا غير مطموع فى نيله، مثل قوله تعالى : {يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون} (الاستبعاد).
وأدواته : - أصلية : (ليت : الاستحالة). - غيرأصلية: (هل - لعل - لو).
إذا كان الأمر المحبوب مما يتوقع حصوله، سمى (الترجى) وليس (التمنى).
أغراض المتمنى جائز الحدوث (الترجي):
المتمنى الممكن القريب الحدوث : تستخدم فيه الأداتان: (هل - لعل)، مثل قوله تعالى : {لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا}, {فهل إلى خروج من سبيـل}. غرضه الرجاء أو الاستعطاف.
المتمنى النادر الحدوث : تستخدم فيه الأداة : (لو)، مثل قوله تعالى: {فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين}. غرضه التحسر أو الندم.
أسئلة مقالية للتدريب على التمني :
عين أسلوب التمنى، وبين غرضه البلاغى فيما يلى:
أيا منزلَى سلمى سلام عليكما * هل الأزمن اللائى مضين رواجع ؟
قال تعالى : {قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون}.
قال تعالى : {يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض}.
5- النداء:
غرضه الحقيقي: طلب إقبال المخاطب أو انتباهه، وأدواته : - للقريب : (الهمزة - أى). - للبعيد : (أيا - هيا). - للقريب والبعيد : (يا). - للندبة وهي نداء المتفجع عليه: (وا).
من الأغراض البلاغية للنداء :
الدعاء في النداء: إذا كان النداء من العبد إلى ربه، مثل دعاء سيدنا زكريا عليه السلام ربه فى قوله تعالى : {قال رب اجعل لي آية}.
التعظيم أو المدح في النداء: إذا كان النداء فيه إعلاء من شأن المنادى، مثل قول فاروق شوشة معظما شأن شهداء الثورة : باسمكم يا أنبل من أنبتهم * هذا الوطن الغالى من أبناء. ومثل: قول الشاعر: يا مصر يرعاك الإله كما رعى * تنزيله من كل عابس ودخيل. ومثل: قول الشاعر: يا رافعا راية الشورى وحارسها * جزاك ربك خيرا عن محبيها. ومثل: قول الشاعر: يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة * فلقد علمت بأن عفوك أعظم (لاحظ عدم وجود طلب وإلا كان دعاء).
الحث في النداء : إذا كان النداء فيه دفع أو استنهاض تجاه فعل عمل ما، مثل قول البارودى يحث المصريين على الثورة ضد ظلم الخديوى : فيا قوم هبوا إنما العمر فرصة * وفى الدهر طرق جمة ومنافع.
التنبيه: إذا كان النداء فيه لفت لنظر المنادى, ويأتي بعد النداء أمر أو نهي غالبا، مثل: يا صاحبي تقصيا نظريكما, يا محمد اجتهد, يا بني لا تتردد. ومثل قول سابق بن عبد الله البربرى منبها الخليفة عمر بن عبد العزيز ليستمع إلى نصحه : بسم الذى أنزلت من عنده السور * والحمد لله أما بعد يا عمر.
إظهار الحب: مثل قول البهاء زهير مخاطبا أهله وهو فى الغربة : أسكان مصر إن قضى الله بالنوى * فثم عهود بيننا ومواثق .
العتاب: مثل قول المتنبى معاتبا سيف الدولة : يا أعدل الناس إلا فى معاملتى * فيك الخصام وأنت الخصم والحكم. ومثـل قـول إيليـا أبو ماضـي يعاتب المتكبر : يا أخي لا تمل بوجهك عني * ما أنا فحمة ولا أنت فرقد.
الزجر : إذا كان النداء فيه نهي بشدة للمنادى عن فعل شىء سيئ، مثل قول على الجارم زاجرا قلبه : يا قلب ويحك ما سمعت لناصح * لما ارتميت ولا اتقيت ملاما . ومثل قول الشاعر: أفؤادي! متى المتاب ألما * تصحُ والشيب فوق رأسي ألما؟ ومثل: قول الشاعر: يا قلب حسبك ما قد ذقت من حرق * يا قلب حسبك ما قد نلت من تعب.
التحقير في النداء : إذا كان النداء فيه تقليل من شأن المنادى، مثل قول الفرزدق محقرا من شأن جرير: أولئك آبائى فجئنى بمثلهم * إذا جمعتنا يا جرير المجامع. ومثل: قوله تعالى في حوار فرعون مع موسى: {إني لأظنك يا موسى مسحورا}.
التحسر والحزن: وهو في حالة الفقد. مثل: قول الشاعر: يا نفس مالك والأنين * تتألمين وتؤلمين. ومثل: قول حافظ إبراهيم في رثاء ابنته: يا درة نزعت من تاج والدها * فاصبحت حلية في دار رضوان. ومثل: قول الخنساء في أخيها صخر: أعيني جودا ولا تجمدا * ألا تبكيان لصخر الندى. ومثل: قول حافظ في رثاء مصطفى كامل: أيا قبر هذا الضيف آمال أمة * فكبر وهلل والق ضيفك جاثيا. ومثل قول ابن الرومى متحسرا على وفاة ابنه : محمد، ما شيء توهم سلوة * لقلبى إلا زاد قلبى من الوجد .
التعجب في النداء: ويسمى النداء التعجبي. مثل: قول الشاعر: فيالك من نفس تساقط أنفسا * تساقط در من نظام بلا عقد. ومثـل قول المتنبي عندما أصابته الحمـى: أبنت الدهر عندي كل بنت * فكيف وصلت أنت من الزحام؟
التمنى: إذا كان المنادى غير عاقل. مثل قول الشاعر: ألا أيها الليل الطويل ألا انجل * وبصبح وما الإصباح منك بأمثل.
أسئلة مقالية للتدريب على النداء.
عين أسلوب النداء، وبين غرضه البلاغى فيما يلى :
يا من يعز علينا أن نفارقهم * وجداننا كل شىء بعدكم عدم.
يا دار عبلة بالجواء تكلمى * وعمى صباحا دار عبلة واسلمى.
يا أخى أين عهد ذاك الإخاء * أين ما كان بيننا من صفاء ؟
أيا من عاش فى الدنيا طويلا * وأفنى العمر فى قيل وقال.
قال تعالى : {يا حسرة على العباد}.
الأساليب الإنشائية غير الطلبية :
* المدح، الذم يكون بـ: - نعم ، بئس ، ساء, كل فعل ثلاثى على وزن فعُل مثل : (حسن - قبح...).
مثل : نعم خلق المرء الحياء, قوله تعالى : {بئس الاسم الفسوق}. فساء صباح المنذرين لأنه * صباح به زرق الأسنة أنجم.
* القسم: مثل : قوله تعالى : {قالوا تالله تفـتؤ تذكر يوسف}. لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها * ولكن أخلاق الرجال تضيق.
* التعجب يكون بصيغتين : ما أفعله ، أفعل به، مثل : - ما أروع الأزهار! قوله تعالى : {أسمع بهم وأبصر}.
* الرجاء يكون بـ: عسى ، حرى ، اخلولق، مثل : قوله تعالى : {وقل عسى أن يهدين ربي}. اخلولقت السماء أن تمطر. حرى العلم أن يفيد البلاد.
* كم الخبرية : مثل: كم وجوه مثل النهار ضياء * لنفوس كالليل فى الإظلام.
هناك أسلوب آخر يسمى الأسلوب الخبرى لفظا الإنشائى معنى، وهو ما كان فيه الكلام خبريا فى لفظه لكن معناه إنشائى، ومن أغراضه :
1) الدعاء: وهو الأكثر شيوعا، مثل: يا رافعا راية الشورى وحارسها * جزاك ربك خيرا عن محبيها. فرحمة الله على شاعر * مات قتيلا للأمانى الطوال.
2) التعظيم، مثل : قال الله - عز وجل -.
3) الذم والتحقير، مثل: فأخزى الله أثوابا عليه * وأخزى الله من تحت الثياب.
صور الأسلوب الخبري لفظا الإنشائي معنى:
1- فعل ماض دعائي، مثل: رحمك الله - حفظك الله - جزاك الله خيرا. كقول حافظ إبراهيم: يا رافعا راية الشورى و حارسها * جزاك ربك خيرا عن محبيها.
2- فعل مضارع دعائي، مثل: يحفظك الله - يرعاك الإله. كقول جمال حمدان: يا مصر: يرعاك الإله كما رعى * تنزيله من عابث ودخيل!
3- فعل ماض مبني للمجهول، مثل: بورك فيك - هُديت للخير. كقول حسان ابن ثابت: فبوركت يا قبر الرسول وبوركت * بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد.
4- فعل ماض منفي، مثل: لا حرمني الله الخير. كقول كعب بن زهير: فقلت خلوا سبيلي لا أبا لكم * فكل ما قدر الرحمن مفعول.
انتبه جيدا:
مما سمع في الأسلوب الخبري لفظا الإنشائي معنى قول القائل: فدتك نفسي، أو فداؤك نفسي. كقول العباس بن الأحنف: يا فوز هل لك أن تعودي للذي * كنا عليه منذ نحن صغار. ما تأمرين فدتك نفسي في فتى * ما تلتقي لجفونه أشفار.
أسئلة مقالية للتدريب على الأساليب الإنشائية غير الطبية:
بين نوع الأسلوب فيما يلى :
بنفسى تلك الأرض ما أطيب الرُبا! * وما أحسن المصطاف والمتربعا!
سئمت تكاليف الحياة ومن يعمش * ثمانين حولا لا أبا لك يسأم.
عسى سائل ذو حاجة إن منعته * من اليوم سؤلا أن يكون له غد.
كم تشتكى وتقول إنك معدم * والأرض ملكك والسما والأنجم.
ألا حبذا صحبة المكتب * وأحبب بأيامه أحبب.
قال تعالى : {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}.
قال تعالى : {والضحى والليل إذا سجى}.
الأسلوب الخبرى:
هو ما يحتمل فيه الصدق أو الكذب.
أغراضه الحقيقية : لا تدخل فى نطاق البلاغة، وإنما هدفها إخبار السامع أو القارئ بشىء ما، مثل: المعلم يشرح الدرس.
أغراضه البلاغية : تدخل فى نطاق البلاغة، وتفيد تقرير الغرض سواء أكان فخرا أو إعجابا أو غيرهما.
ومن أهم أغراضه البلاغية: النصح, التهديد, الفخر, المدح, التحسر, الاستعطاف, السخرية, التحذير. وتتضح هذه الأغراض فيما يلى :
الفخر: مثل قول المتنبي مفتخرا بنفسه: أنا الذى نظر الأعمى إلى أدبى * وأسمعت كلماتى من به صمم .
المدح: مثل قول أبى تمام مادحا الرسول صلى الله عليه وسلم : هو اليم من أى النواحى أتيته * فلجّته المعروف والجود ساحله.
التحسر في الخبر: مثل، قول حسان بن ثابت متحسرا على وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم : وما فقد الماضون مثل محمد * ولا مثله حتى القيامة يًفقد.
الاستعطاف: مثل قول كعب بن زهير مستعطفا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعفو عنه : أنبئت أن رسول الله أوعدنى * والعفو عند رسول الله مأمول.
السخرية: مثل قول أبى الأسود الدؤلى ساخرا ممن يحاول إصلاح الناس وهو عاجز عن إصلاح نفسه: وأراك تصلح بالرشاد عقولنا * أبدا وأنت من الرشاد عقيم.
التحذير: مثل قول زهير بن أبى سلمى محذرا مخاطبه من ارتكاب فعل يستوجب عليه الشتم : ومن يجعل المعروف من دون عرضه * يفره ومن لا يتق الشتم يشتم.
التهديد: مثل قوله تعالى : {إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام}.
النصح: مثل قول حافظ إبراهيم ناصحا بالأخذ برأى الجماعة : رأى الجماعة لا تشقى البلاد به * رغم الخلاف ورأى الفرد يشقيها .
ما قيمة المزج بين الأسلوب الخبري والإنشائي في الأبيات؟
عند المزج بين الأساليب الإنشائية والخبرية: يكون الغرض البلاغي: تقرير أن كلامه حقائق ثابتة لا تقبل نقاشا ولا جدالا، مع لفت النظر وجذب الانتباه؛ لإدراك تلك الحقيقة، وإعطاء المعنى حيوية وتأثيرا، ومحاولة إشراك القارئ لعاطفة الشاعر ودفع الملل عنه.
أسئلة مقالية للتدريب على الأسلوب الخبري:
بين الغرض البلاغى لكل من الأساليب الخبرية التالية:
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده * فلم يبق إلا صورة اللحم والدم.
إن الفتى من الرجال مكرم * وتراه يُرجى ما لديه ويُرغب .
وليس بعامر بنيان قوم * إذا أخلاقهم كانت خرابا .
قال تعالى على لسان سيدنا زكريا عليه السلام: {إني وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا}.
أسئلة على الأسلوب الإنشائي والخبري:
بين نوع الأسلوب، وغرضه البلاغى فيما يلى :
أأرحل عن مصر وطيب نعيمها * فأى مكان بعدها لى شائق؟
ليت الملوك على الأقدار معطية * فلم يكن لدنىء عندها طمع.
ما أجمل أن نحيا سعداء * لا حقد يسود ولا بغضاء!
لا تحلفن علـى صدق ولا كذب * فما يفيدك إلا المأثم الحلف.
ومن يجعل المعروف فى غير أهله * يكن حمده ذما عليه ويندم.
غدرت يا موت كم أفنيت من عدد * بمن أصبت وكم أسكتّ من لجب!
فاترك مجاراة السفيه فإنه * ندم وغب بعد ذاك وخيم .
إلى كم جفونى بالدموع قريحة؟ * وحتام قلبى بالتفرق خافق؟
لا تنه عن خلق وتأتى مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم.
فبوركت يا قبر الرسول وبوركت * بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد.
نعم امرأً هرِمٌ لو تعر نائبة * إلا وكان لمرتاع بها وزرا.
إذا بلغ الفطام لنا صبى * تخر له الجبابر ساجدينا.
ولا تجلس إلى أهل الدنايا * فإن خلائق السفهاء تعدى .
قال تعالى : {وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون}.
قال تعالى : {اعملوا ماشئتم إنه بما تعملون بصير}.
قال تعالى : {هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم}.
قال تعالى : {ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}.
قال تعالى : {ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا}.
اختبار الكتروني على درس الأسلوب الإنشائي والأسلوب الخبري :
الحمد لله الذي وفقني في تجميع شواهد بلاغية على درس الأسلوب الإنشائى وكذلك الأسلوب الخبرى . وجمعتها في اختبار إلكتروني ضمن خدمة اختبارات الماس الإلكترونية. وهذا رابط الاختبار. مع خالص دعواتي بالتوفيق قبل التفوق.
لا يؤمن أحدنا حتى يحب لأصدقائه ما يحب لنفسه:
إذا استفدتم أحبابنا من هذه الصفحة فلا تبخلوا علينا وعلى أنفسكم بثواب مشاركة الخير مع الغير. فلو بخل بها غيرك ما وصلت إليك.